آخر تحديث :الخميس - 14 نوفمبر 2024 - 01:10 م

كتابات واقلام


تكتلات الأحزاب لن تهز إرادة الجنوب في استعادة دولته

الأربعاء - 13 نوفمبر 2024 - الساعة 05:28 م

محمد عبدالله المارم
بقلم: محمد عبدالله المارم - ارشيف الكاتب


إنَّ الاستمرار في استفزاز شعب الجنوب عبر الاجتماعات واللقاءات التي تُعقد على أرضه، تلك الأرض التي سقيت بدماء الشهداء وتضحيات الأبطال، لن يؤدي إلا إلى زيادة الغضب وتصعيد التوترات. هذا الشعب الجنوبي يمتلك إرادة صلبة وإصرارًا لا يُقهر على نيل استقلاله واستعادة دولته، وهذه الإرادة هي التي ستسود بفضل الله وعزيمته. واستقلال الجنوب ليس فقط في مصلحة أبنائه، بل هو حجر الزاوية لاستقرار المنطقة بأكملها، بما في ذلك الشمال الذي سيجد في الجنوب جارة مستقلة بدلاً من كيان متوتر.

أما الساسة، وخاصة أولئك الذين يرون في الجنوب ساحة مفتوحة لمصالحهم، فعليهم أن يدركوا أن تجاوزاتهم وسلوكياتهم غير اللائقة تُعد إهانة صريحة لإرادة شعب حر صامد، مصمم على نيل حقوقه. فالشعب الجنوبي ليس بمقدور أحد أن يملي عليه شروطه أو أن يتحكم في مصيره، وإن لم يتم التعامل مع قضيته بعدالة واحترام، سيجد هؤلاء أنفسهم في مواجهة شعب يعرف كيف يدافع عن كرامته وحقوقه بكل الوسائل الممكنة.

إنَّ هذه الأرض الجنوبية لم تكن يومًا إلا لأبنائها، الذين دفعوا الغالي والنفيس في سبيل حمايتها والدفاع عن هويتها. شعب الجنوب يعلم تمامًا أن نضاله وصموده كانا السبب الأساسي في الحفاظ على هذه الأرض طاهرة من أية تدخلات أو وصاية. فكل شهيد سقط وكل جريح عانى كان يؤكد بدمائه أن الجنوب ليس مجرد موقع جغرافي، بل قضية تلامس شغاف قلوب أبنائه، وأن مسار الاستقلال هو حق مشروع لا يمكن التخلي عنه أو التهاون فيه.

في ظل هذه الظروف، لا يمكن تجاهل حقيقة أن الشعب الجنوبي، بمختلف فئاته وشرائحه، موحد على هدف استعادة دولته وكرامته. فهذا الشعب قد تعلم من تجاربه المريرة، وأصبح أكثر وعيًا وأكثر قدرة على تمييز من يقف معه ومن يسعى لاستغلاله. ولذا، نقولها للجميع: الجنوب لم يعد ساحة مفتوحة للأجندات السياسية أو طموحات الآخرين، بل هو اليوم أكثر استعدادًا من أي وقت مضى لتحديد مساره ومصيره بيده، دون أن يقبل بأية ضغوط أو تجاوزات من أي طرف كان.

نقولها بوضوح وقوة: زمن التجاوزات والإهانات قد ولّى، والأرض التي ضحى من أجلها أبناء الجنوب ستبقى محصنة وعصية على كل من لا يحترم إرادتها وحرمتها.