آخر تحديث :الإثنين - 23 ديسمبر 2024 - 02:46 ص

كتابات


كلمة الرئيس الزُبيدي في مجلس الأمن.. لا حقوق مشروعة للجنوب دون القضاء على الحوثي

الخميس - 26 سبتمبر 2024 - 08:06 م بتوقيت عدن

كلمة الرئيس الزُبيدي في مجلس الأمن.. لا حقوق مشروعة للجنوب دون القضاء على الحوثي

كتب/خالد سلمان

‏القى الكلمة بإسم اليمن فأنقسمت الحواضن ، بين من يوزعون الخيانات بإستسهال ، وبين التيار العقلاني وهو الكفة الراجحة، التي تؤمن بالعمل السياسي التراكمي ، الذي يصل بالقضية الجنوبية إلى بر آمن ،ويحقق تطلعاتها دون الحاجة لمزيد من الولادات القيصرية.
إلقاء رئيس المجلس الإنتقالي كلمة اليمن في مجلس الأمن، نقلة لافتة تخرج أهم مكون عسكري سياسي، من التخندق في خانة التشدد ،إلى المرونة السياسية، ومن الإنعزالية المناطقية إلى الإنفتاح على القضايا المترابطة ، والوصول إلى نقطة اليقين من أن لا حقوق مشروعة للجنوب دون تحرير كل البلاد، من سلطة حوثية عين مشروعها إبتلاع كل اليمن وتسليمه للأجنبي ، وإن من دون توحيد المواقف ومغادرة حالة الصراعات الصغيرة ، فلا جنوب سينال حقوقه ولا شمال سيتحرر من السلالة والنظام العنصري.
كلمة عيدروس المتوافق عليها مسبقاً، أعادت رسم الأولويات والقضايا المفتاحية لإستحقاقات الراهن ، أزالت الإلتباسات وحددت بلغة قطعية لا تنقسم على تأويلين ، أن لا عدو لكل الشعب اليمني سوى الحوثي، وأن كل القضايا الأخرى تحل على الطاولة وخارج المواجهات المسلحة وسياسة كسر العظم ، وتخادمات ماتحت الطاولة لبعض الأطراف ذات المواقف المزدوجة.
على الجانبين هناك من هو منزعج من كلمة عيدروس بإسم اليمن ، داخل مكونات الشرعية، التي لم تغادر مربع إجترار خصوماتها ، ولم تعِد تركيب المشهد على قاعدة التفاهمات كبديل للصدام ، وترى أن الإنتقالي عدوها الأول وإن الحوثي خطر ثانوي، وأن مسطرتها في هذا التوصيف إلتقائهم تحت يافطة الوحدة الصورية الإقصائية ، وأن كان الحوثي حاكماً يمسك بزمام عنق البلاد.
وبالمقلب الآخر هناك داخل المجلس الإنتقالي، أطراف تتسم بالتشدد والتمترس خلف خطاب البدايات ، متخطين حركية الأحداث وتعقيداتها والتطورات المتلاحقة ، ما يفرض لغة أُخرى وأدوات مختلفة تصل إلى نفس الغاية ،وإن بنقلات محسوبة جيداً وخارج الشطط غير المبرر.
حديث رئيس الإنتقالي بإسم اليمن في مجلس الأمن ، من دون شك له خلفيات مافوق المحلية، وهي ربما لتقديم صورة مغايرة أكثر تجانساً وأقل تشظياً يُبنى عليها الإنفتاح الدولي ، على دعم سياسي إقتصادي عسكري للأطراف المناهضة للحوثي.
إذا أردنا أن نخلص كلمة الرجل الأول في الإنتقالي بإسم اليمن بجملة فهي :
الحوثي خطر مشترك يعم ولا يخص ، والجنوب قضية عادلة.