آخر تحديث :الخميس - 19 ديسمبر 2024 - 06:34 م

كتابات واقلام


الطمع والجشع

الخميس - 19 ديسمبر 2024 - الساعة 04:21 م

حسين أحمد الكلدي
بقلم: حسين أحمد الكلدي - ارشيف الكاتب


هذه من أبشع الصفات التي يتصف بها الإنسان وهي الرغبة الجامحة في امتلاك كل شيء من الأموال والأراضي والممتلكات بما يتجاوز احتياجات البقاء. فالاستحواذ على السلطة والجاه والثروة من الصفات التي يتمتع بها الطماع والجشع، ومنها الكذب، والشك، والبخل، وعدم المصداقية. فهو لا يعطي الثقة لأحد ولا تشبع نفسه بما في ذلك أخذ كل شيء. فتوجد لديه النزعة والرغبة المفرطة التي لا يمكن إشباعها في طلب المال والسلطة والجاه. وهذه ميزة مرتبطة بالمصلحة الذاتية للماديات . فالجشعون والطماعون يميلون إلى العلاقات القصيرة مع الآخرين ولا يرتبطون بعلاقات طويلة ذات مصداقية فمن صفات المال والجشع أنهما لا يستطيعان شراء الحب والأمان فهم لا يشعرون بالسعادة ولا يتمتعون بالرفاهية، ولا توجد لديهم القناعة بما بين أيديهم. فنفوسهم المريضة تقول: "هل من مزيد"، فيفقدون المروءة والكرم والكرامة. فهذه الصفة متلازمة مع الذل والمسكنة. فمن اتصف بهذه الصفات يفرط في التنازلات في كل شيء، ويشعر بالدونية وبالفقر والحاجة الملازمة لتلك الآفة فهي تتعارض مع المبادئ والأخلاق والتضحية والإيثار ومساعدة الغير. فهو يفقد المصداقية من المجتمع فهذه الصفات تؤدي إلى الفساد الاقتصادي فهؤلاء يتصفون بالتملق والتصفيق لمن لا يستحق ذلك لأنهم عبيد للمال وعبيد للمصالح. فيسمحون لأنفسهم بالاستحواذ على حقوق الآخرين. فيطمعون في المناصب ويعتدون على المال العام والخاص. فمن صفاتهم السرقة والخداع والمغامرة في الحصول على المزيد. فهؤلاء لا يتورعون عن استنزاف الموارد العامة كالأراضي والمناصب وتوظيف الأقارب حتى إذا لم تكن لديهم الكفاءات اللازمة لشغلها، مما يؤدي إلى تدمير القيم والأخلاق، كالرشوة. والطمع بأخذ حقوق المحتاجين مثال على ذلك الا ستحواذ على موارد دعم المنظمات الخيرية الوطنية والعالمية التي تصل من البلدان الداعمة إلى تلك البلدان الفقيرة والمنكوبة فيخلقون لها منافذ تصب في جيوبهم وجيوب أقاربهم وهذه الصفة تدمر النسيج المجتمعي والاقتصادي للبلدان والشركات والمؤسسات. وهذه الصفة تظهر أسوأ السلوك الإنساني والمعايير السامية في معاملة الناس لأنها تسقط حقوق الآخرين. فقد تصيب المرء في نفسه وعقله ومعتقده، فهو لايشبع ولا يقنع ولا يعيش حياة راضية. فالمفارقة أن هؤلاء فقدوا الفضيلة والطيبة فما يهمهم إلا انفسهم وأن يملأوا جيوبهم بالملايين ويشتروا السيارات الفاخرة والمنازل الكبيرة والفنادق. ويتعمّدون الاستثمار خارج حدود بلدانهم الذي نهبوا ثرواته وخيراته ليبتعدوا عن أعين الشعوب التي نهبوها. ويسخرون من فكرة التحلي باللطف والنبل والأخلاق والوطنية. فهؤلاء يعتقدون أن ذلك ينم عن الضعف.فهم يغضبون عندما يخالفهم الآخرون بالمعتقد أو الرأي. هؤلاء يهتمون بأنفسهم وبمصالحهم الخاصة فقط فيعتقدون أن ذلك علامة القوة. فلا يمكن أن يتصف بالفضيلة إلا من كان قوياً فهؤلاء اختاروا أيسر الطرق للثراء الفاحش الغير الشريف، وتخلّوا عن كل المبادئ والأخلاق والقيم السامية.


19 ديسمبر 2024