آخر تحديث :الجمعة - 27 سبتمبر 2024 - 01:39 م

الصحافة اليوم


الإخوان في اليمن يركبون موجة الاحتفال بثورة 26 سبتمبر

الجمعة - 27 سبتمبر 2024 - 09:07 ص بتوقيت عدن

الإخوان في اليمن يركبون موجة الاحتفال بثورة 26 سبتمبر

عدن تايم/ العرب

أظهرت جماعة الإخوان المسلمين ممثلة في اليمن بفرعها المحلّي حزب التجمّع اليمني للإصلاح حماسا استثنائيا للاحتفاء بالذكرى الثانية والستّين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر التي أسقطت مطلع ستينات القرن الماضي نظام الإمامة للمملكة المتوكلية وأرست النظام الجمهوري بديلا عنه.

وتحوّلت محافظتا تعز ومأرب اللتان تمثلان موطنا رئيسيا لنفوذ الإخوان في اليمن إلى مركز رئيسي للاحتفالات بذكرى الثورة، بعد أن شهدت المناطق الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي بما في ذلك العاصمة صنعاء تضييقات على الاحتفال بالذكرى حدّت من زخمه ووضعت المشاركين فيه تحت مجهر الرقابة البوليسية والمخابراتية للجماعة.

وسعى حزب الإصلاح إلى توجيه رسالة من خلال مشاركته الحماسية في الاحتفال بذكرى الثورة بشأن تمسكه بالجمهورية اليمنية الموحّدة التي ضمنت له الحفاظ على موطئ قدم رغم أنّ الحزب نفسه مسؤول عن الاضطرابات التي حدثت في اليمن مطلع العشرية الماضية وهزت أركان الجمهورية، وجرت تحت مسمّى “ثورة الشباب” ضمن اضطرابات الرّبيع العربي التي اجتاحت آنذاك عددا من البلدان العربية ووقف الإخوان المسلمون وداعموهم الإقليميون وراءها سعيا لتأسيس جمهوريات إسلامية.

دوافع براغماتية وراء تمسك الإخوان في اليمن بثورة 26 سبتمبر التي تناقض مبادئها أيديولوجيتهم المتشددة
وكانت ذكرى “ثورة الشباب” في سنوات سابقة الموضع الرئيسي لاحتفالات الإخوان في اليمن قبل أن تخبو آثار تلك “الثورة” وتتلاشى بل تتحوّل تبعاتها إلى كارثة على البلد.

ويعتبر المجلس الانتقالي الجنوبي على رأس المستهدفين برسالة حزب الإصلاح من خلال المبالغة في الاحتفاء بثورة السادس والعشرين من سبتمبر، كون المجلس لا يعترف بالجمهورية اليمنية الموحدة ويعتبر “الشماليين” جيرانا للدولة الجنوبية التي يعمل على إقامتها على عدد من محافظات الجنوب.

وفي مأرب شارك المحافظ سلطان العرادة القيادي الكبير في حزب الإصلاح وعضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني في إيقاد شعلة الاحتفال بذكرى الثورة وذلك بحضور رئيس الوزراء أحمد بن مبارك ووزير الداخلية إبراهيم حيدان ورئيس هيئة أركان الجيش صغير بن عزيز.

وشهدت الاحتفالات عرضا كرنفاليا ضخما بمشاركة ألف ومئتي كشاف تسلّم العرادة في إثره من المشاركين فيه “وثيقة عهد” محبّرة بالدم عربون “التزام الشباب بالحفاظ على أمن واستقرار البلاد ومواصلة بناء الدولة الاتحادية الحديثة”.

تضييقات الحوثيين على المحتفلين بالثورة قلصت من زخم الاحتفالات في مناطق سيطرة الجماعة
وفي تعز بجنوب غرب اليمن تواصلت الاحتفالات بثورة السادس والعشرين من سبتمبر على مدى عدّة أيام قامت السلطات المحلية خلالها بتزيين الشوارع والمحلات والأسواق والأحياء السكنية بالرايات والشعارات وصور الأعلام الذين شاركوا في الثورة.

كما أضيئت قلعة القاهرة أبرز المعالم التاريخية للمحافظة وذلك لأول مرّة في انعكاس لاستثنائية الاحتفال بالثورة هذه السنة بفعل تحمّس فرع جماعة الإخوان للاحتفال بذكراها.

وشهد مركز المحافظة الذي يحمل نفس الاسم تنظيم فعاليات فنية وخطابية في المدارس والجامعات، بينما خرجت أعداد كبيرة من السكان إلى الشوارع في مسيرات ليلية بالسيارات.

وعلى طرف نقيض من ذلك، قلصت تضييقات الحوثيين على المحتفلين بالثورة من زخم الاحتفالات في مناطق سيطرة الجماعة التي استبقت تاريخ الذكرى بأيام وقامت بفرض حالة طوارئ غير معلنة في المدن الرئيسية ومن ضمنها صنعاء تحسبا لتحوّل الاحتفالات إلى انتفاضة شعبية يتوقّع الحوثيون حدوثها نظرا لحالة الاحتقان الشعبي التي يلمسونها في مناطق سيطرتهم جرّاء سوء الظروف الاجتماعية لسكان تلك المناطق.

وغير بعيد عن ركوب الإخوان لموجة الاحتفال بثورة السادس والعشرين من سبتمبر التي لا تتلاءم في الواقع مع الكثير من مبادئهم وتعاليمهم الدينية المتشدّدة، أصدر حزب التجمع اليمني للإصلاح بيانا أثنى فيه على الثورة التي وصفها بالخالدة واعتبرها “تتويجا لمسيرة نضال طويل وتضحيات جسيمة من أجل الانعتاق من الإمامة الكهنوتية التي سامت الشعب العذاب والقهر وجمعت عليه الآفات”.


وهنّأ الحزب “أبناء الشعب اليمني المتمسكين بثورتهم ونظامهم الجمهوري، وثوابتهم وهويتهم الوطنية”، وعلّق على الزخم الاستثنائي الذي أخذته احتفالات الثورة هذا العام واصفا ذلك بأنّه “أبلغ رسالة شعبية لأعداء الثورة والهوية الذين يصرون على السير عكس اتجاه وإرادة الشعب اليمني بصورة تنطوي على الحقد على الشعب وثورته السبتمبرية”.

ومن جهتها علقت الغالبية العظمى من قيادات الإصلاح على الاحتفال بذكرى الثورة. وكتب القيادي في الحزب صلاح باتيس عبر منصة إكس “في الذكرى الثانية والستين لثورة 26 سبتمبر الخالدة يطيب لي أن أبارك لشعبنا العظيم وجيشه ومقاومته وقيادته الشرعية وكل الأحرار بهذه الثورة المجيدة التي اقتلعت الكهنوت والإمامة قبل 62 عاما، وها نحن اليوم نعيش مرحلة حاسمة من النضال اليمني لاقتلاع بقايا ذلك الكهنوت وتلك الإمامة لنحقق كل أهداف الثورة بترسيخ مداميك الدولة الاتحادية وفق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل على أسس العدالة والشراكة والحكم الرشيد  لينعم شعبنا بحياة حرة كريمة خالية من الجهل والمرض والفقر وننطلق نحو النهوض الحضاري”.