في قلب المعاناة المستمرة في جنوب اليمن، خاصة في المناطق المحررة كحضرموت، يطفو سؤال عميق: إلى أين تسير بنا حكومتنا؟ حيث تعصف حالة من الفوضى الشديدة بالتعليم في مدينة الشحر، ويبدو أن الإضرابات المتكررة للمعلمين قد أصبحت واقعًا مأساويًا يهدد مستقبل الأجيال.
الوضع التعليمي في خطر
تعاني مدينة الشحر اليوم من إضراب شامل في المدارس، حيث يترك الطلاب مقاعد الدراسة بلا علم ولا تعليم. هذه المأساة المتكررة تعكس واقع التعليم المدمر، حيث يُحرم الطلاب من حقهم الأساسي في التعلم بينما يعيش المعلمون في ظروف لا تطاق بسبب تأخر رواتبهم. يتم صرف رواتب المعلمين بطريقة غير كريمة، حيث تأتي بمبالغ ضئيلة مثل مئة أو مئتين، وهو ما يعتبر إهانة لهم ولجهود
إن المسؤولية تقع في دائرة الضوء على كل من الإمارات والسعودية، اللتين جاءتا إلى اليمن باسم العروبة وادعاء إنقاذ البلد، لكنهما الآن مطالبتان أمام الله سبحانه وتعالى بتغيير الوضع التعليمي المتدهور. لقد عانت الناس كثيرًا، وما عاد بإمكانهم تحمل المزيد من الفشل والإهمال.*
دعوة للقيادة للتحرك
يجب أن توجه هذه الكلمات إلى القيادة الإماراتية والسعودية: أنتم من أصحاب القرار في اليمن، وفشل التعليم هو فشل للجميع. هل يُعقل أن تدخلوا البلد باسم الصلاح ثم تدمروا مستقبله؟ يجب على المجتمع الدولي أن ينظر إلى حالتنا بعين الجدية وأن يتحرك لمساعدة المعلمين والطلاب على حد سواء.
أن ما يحدث اليوم في الشحر من خروج الطلاب إلى الشوارع وترك الدراسة هو مؤشر خطر يجب الانتباه له. أين المسؤولون مثل محافظ حضرموت والمجلس المحلي ووزير التربية ومدير التعليم في الشحر؟ كيف يمكنهم أن يقفوا مكتوفي الأيدي بينما أطفالنا بلا تعليم؟
مستقبل مظلم
نتحدث عن مستقبل الطلاب ونطالب برحمة حقيقية للمعلمين. إن استمرارية هذا الوضع لن تؤدي إلا إلى جيل كامل من الطلاب ضائعين بلا تعليم، وهو ما قد يمتد أثره لسنوات قادمة. نحن نطلب منكم، كأصحاب القرار، أن تكونوا شجعانًا وأن تتخذوا خطوات حقيقية لإنقاذ التعليم في الشحر.
دعاء على المتخاذلين
نسأل الله أن يزيل عنا هذا الظلم، وأن ينصفنا من كل من تهاون في حقوقنا. حسبي الله ونعم الوكيل. اللهم اغفر لهم وأرنا فيهم قدرتك، واجعلهم عبرة للمتخاذلين.