في مشهد يبعث على القلق، تتفاقم أزمة انتشار وباء الملاريا في منطقة حورة غنية بالأزارق بمحافظة الضالع، حيث تتسع رقعة التفشي مع عودة الأمطار الموسمية التي خلّفت وراءها مستنقعات مائية مواتية لتكاثر البعوض، مما أسفر عن تدهور الوضع الصحي في المنطقة. ولا تقتصر المعاناة على هذا الوباء وحده، إذ تسجّل المنطقة انتشارًا لمرض الكوليرا، حيث شهدت حالات مؤلمة من ضمنها وفاة طفل لم يتجاوز عمره ست سنوات، وإصابة عائلة بأكملها مع أحد المسعفين الذي تأثر بعد تقديمه العون لهم بفترة قصيرة.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور صالح محسن، مدير الوحدة الصحية بمنطقة حورة غنية، أن المنطقة رصدت خلال اليوم أكثر من 14 حالة إصابة مؤكدة بالملاريا، جميعها من نفس المنطقة، مؤكدًا أن تفشي الوباء يزداد سوءًا مع محدودية الإمكانيات الصحية.
وأضاف الدكتور صالح بحزن عميق أن الوحدة الصحية تعاني من شح الأدوية ونقص الكوادر الطبية، مما يعقد جهود السيطرة على الوضع. ووجّه نداءً عاجلًا للجهات المعنية والمنظمات الإنسانية بضرورة التدخل السريع لإنقاذ الأرواح وتوفير الرعاية الصحية للمرضى، مشددًا على أهمية رفع المعاناة عن سكان المنطقة التي تعيش في أزمة صحية حادة.
وأكدت مصادر محلية أن معظم حالات الوفاة تطال الأطفال دون سن الخامسة، إضافة إلى النساء الحوامل وكبار السن، حيث تُعزى هذه الوفيات إلى تفشي الأمراض المزمنة وغياب الرعاية الصحية اللازمة. ومع تصاعد الأزمة، تتزايد الحاجة إلى تضافر الجهود للتصدي لتفشي الأوبئة وتحسين الظروف الصحية في المنطقة