أكد الدكتور علي أحمد صالح ذي حران، في مقال له، على أهمية المراكز التعليمية الدينية المعتدلة في جنوب اليمن، وخص بالذكر مركز يافع للعلوم الشرعية، ودورها في نشر العلم الشرعي على أسس الوسطية والاعتدال، وذلك وسط محاولات متواصلة لنشر دعاية مغرضة تستهدف هذه المؤسسات.
وأشار ذي حران إلى أن مراكز التعليم الشرعي، منذ تأسيسها، تُعد منارات للعلم الديني الصحيح، موضحاً أنها تهدف إلى تنقية عقول الشباب من الأفكار المتطرفة والأيديولوجيات الدخيلة.
وأشاد في هذا السياق بمركز الضالع ، مؤكداً أن هذا المركز يخرج سنوياً نخبة من طلاب العلم من مختلف أنحاء العالم، وقد تربوا على مبادئ الإسلام السمحة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
ونوّه الدكتور ذي حران بأن الحاجة ملحة لوجود مثل هذه المراكز لمواجهة الانحرافات الفكرية، خاصة في ظل التأثير السلبي لبعض وسائل التواصل الاجتماعي التي تروج لانحرافات تتنافى مع القيم الإسلامية، كما أشار إلى خطورة استيراد الأفكار الدخيلة، محذراً من التوجهات التي تعيد إلى الأذهان استجلاب الأيديولوجيات الأجنبية، داعياً إلى الاعتماد على الفكر الإسلامي الوسطي.
واختتم ذي حران رسالته بتشجيع القائمين على المراكز الشرعية على المضي قدماً وعدم الالتفات إلى الدعايات المغرضة، مؤكداً أن الطريق الحق يتمثل في نشر العلم الصحيح وسبل الهداية، حيث قال: "امضوا متوكلين على الله ولا تلتفتوا لتلك الأبواق ولا لتلك الإشاعات المغرضة، وعلى الله قصد السبيل."
- الانتقالي والجانب الديني
يواصل المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن دعمه للجانب الديني المعتدل، وخصوصاً أهل السنة والجماعة، الذين يمثلون قوةً فاعلة في جبهات القتال ضد الحوثي، نظراً لأهمية دور أهل السنة والجماعة باعتبارهم الرافد الحقيقي والصادق للقوات التي تقف في وجه التوسع الحوثي، والخنجر في ظهر الميليشيا الانقلابية .
ويأتي هذا التوجه في إطار حرص المجلس على دعم المراكز الدينية التي تنتهج الاعتدال والوسطية، ما يعكس التزامه بتعزيز الهوية الدينية المعتدلة ونبذ التطرف.
- إنشاء مراكز في يافع يثير غضب ميليشيا الحوثي
وأثار إنشاء مركز ديني في يافع يعتمد على منهجية الوسطية والاعتدال غضب ميليشيا الحوثي في صنعاء، التي سارعت إلى مباركة أي جهود تهدف إلى تعطيل هذا المشروع.
ويأتي هذا الرفض الصريح على لسان القيادي الحوثي محمد البخيتي ليؤكد ما هو مؤكد؛ إذ أن الحوثيين، الذين يشنون حرباً على يافع في جبهة الحد، لا تهمهم سوى مصالحهم الشخصية ونشر أيديولوجياتهم الضيقة ومذهبهم المنحرف وتضليل الشباب.
ويرى مراقبون أن رفض الحوثي للمراكز المعتدلة يثبت أنه يسعى لتعزيز أفكاره المتطرفة ونبذ أي محاولة لتقوية الهوية الإسلامية المعتدلة التي توحد المجتمع في الجنوب ضد ميليشياته المسلحة.