تطل قضية المهاجرين الأفارقة كأحد الملفات الإنسانية الحرجة، حيث يعبر آلاف المهاجرين الأفارقة، خاصة من دول القرن الإفريقي مثل إثيوبيا ، الحدود إلى اليمن هرباً من الأوضاع القاسية في بلدانهم، وغالباً ما ينتهي بهم المطاف في ظروف إنسانية صعبة داخل الأراضي اليمنية.
لكن الأخطر هو ما كشفت عنه تقارير دولية ومحلية من استغلال مليشيا الحوثي لهذه الفئة من المهاجرين وتحويلهم إلى أدوات لأهداف عسكرية وسياسية في النزاع، مما يشكل قنبلة موقوتة تضاف إلى تعقيدات المشهد اليمني.
استغلال مزدوج للمهاجرين
بحسب تقارير منظمات حقوقية دولية مثل هيومن رايتس ووتش، يُجبر الحوثيون بعض المهاجرين الأفارقة على المشاركة في أعمال عسكرية وخدمية قسرية، و يتم استدراجهم عبر وعود بتحسين ظروفهم المعيشية أو من خلال التهديد، ليجدوا أنفسهم يعملون كقوات دعم في جبهات القتال، أو يتم استخدامهم كعمال سخرة في الخطوط الخلفية.
ويشمل الاستغلال توظيفهم في حفر الخنادق، وحمل المعدات العسكرية، أو حتى العمل في مواقع خطرة تشكل خطراً على حياتهم، وكل ذلك مقابل أجر زهيد أو في حالات كثيرة دون أجر إطلاقاً.
المهاجرون كأدوات ضغط
بالإضافة إلى الاستخدام العسكري، تسعى المليشيا الحوثية إلى توظيف قضية المهاجرين كورقة ضغط سياسية على المجتمع الدولي.
و نشرت تقارير عدة تُظهر قيام الحوثيين باحتجاز مجموعات كبيرة من المهاجرين في مناطق سيطرتهم، مهددين باستخدامهم كورقة تفاوضية في الملف اليمني.
كما تتعمد المليشيا وضع هؤلاء المهاجرين في ظروف غير إنسانية في مراكز احتجاز مكتظة وغير مؤهلة، مما أدى إلى حالات وفيات بسبب الأمراض وسوء التغذية.
حوادث مروعة
تتفاقم أوضاع المهاجرين الأفارقة في اليمن بسبب المعاملة القاسية من قبل الحوثيين، ووثقت منظمات حقوقية وقائع مروعة تعرض لها هؤلاء المهاجرون، من بينها حادثة قصف مركز احتجاز المهاجرين في صنعاء في مارس 2021، والتي أدت إلى مقتل وإصابة العشرات من المهاجرين الأفارقة.
واتهمت تقارير حقوقية الحوثيين بالتسبب في هذا الحادث عن طريق إلقاء قنبلة في المكان إثر اشتباك اندلع في مركز الاحتجاز، مما أثار موجة استنكار دولية ودفع المنظمات الحقوقية إلى إدانة ممارسات الحوثيين بحق المهاجرين.