آخر تحديث :الثلاثاء - 26 نوفمبر 2024 - 02:20 م

الصحافة اليوم


اليمنيّات في زمن الحوثيين.. سجل حافل بالانتهاكات

الثلاثاء - 26 نوفمبر 2024 - 11:43 ص بتوقيت عدن

اليمنيّات في زمن الحوثيين.. سجل حافل بالانتهاكات

تقرير أشرف خليفة

سلّطت الحكومة اليمنية المُعترف بها دوليًا الضوء على مأساة اليمنيات والممارسات القمعية المتعددة التي يتعرّضن لها من قبل ميليشيا الحوثيين ، منذ انقلابها على السلطة الشرعية في 2014 وحتى اليوم، لا سيما في المناطق والمحافظات الخاضعة لسيطرتها بقوة السلاح.


ووفقًا للحكومة اليمنية، فإن "آلاف النساء اليمنيات قد مورست في حقهنّ صنوف الجرائم والانتهاكات الممنهجة، من قتل واختطاف وإخفاء قسري وتعذيب واغتصاب، بالإضافة إلى التهجير وسياسات الإفقار والتجويع، فضلًا عن تقييد حريتهنّ وحركتهنّ".


انتهاكات ممنهجة


وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني: "بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، نتذكر مأساة النساء اليمنيات في المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، وما يتعرضن له من ممارسات قمعية وجرائم وانتهاكات ممنهجة منذ الانقلاب 2014 (القتل، والاختطاف، والإخفاء القسري، والتعذيب، والاغتصاب، والتهجير، وسياسات الإفقار والتجويع)، وما فرضته الميليشيا من قيود وتقييد حريتهن وقدرتهن على الحركة والمشاركة في الحياة العامة".


وأضاف الإرياني، في منشور طويل أورده عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، أن "ميليشيا الحوثي اختطفت آلاف النساء من منازلهنّ ومقار أعمالهنّ والمدارس والجامعات والأسواق والشوارع العامة ونقاط التفتيش، واقتادتهنّ إلى المعتقلات والسجون السرية، ولفّقت لهنّ التهم الكيديّة، ومارست بحقهنّ صنوف الابتزاز والتعذيب النفسي والجسدي، والتحرش والاعتداء الجنسي، على خلفية نشاطهنّ السياسي والإعلامي والحقوقي".



1800 امرأة محتجَزة


وأشار إلى أن "الإحصائيات التي وثقتها منظمات حقوقية متخصصة، تُفيد بأن عدد النساء المحتجزات قسرًا في معتقلات مليشيا الحوثي بلغ نحو 1800 امرأة، بينهن حقوقيات وإعلاميات وصحفيات وناشطات، لا يزال المئات منهنّ قابعات خلف القضبان، إذ تم توزيعهن في السجن المركزي ومعتقلات سرية (فلل، عمارات، شقق)، فيما تم إطلاق المئات بعد الضغط على أهاليهن وأخذ تعهدات منهم بعدم مشاركتهنّ في احتجاجات أو الكتابة في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي".


ولفت الإرياني إلى أن "تقريرًا صادرًا عن "تحالف من أجل السلام في اليمن" كشف عن ارتكاب مليشيا الحوثي أكثر من 1893 واقعة اختطاف وتعذيب واغتصاب ضد النساء من ديسمبر/كانون الأول 2017 حتى أكتوبر/ تشرين الأول 2022، بينها اختطاف 504 في السجن المركزي بصنعاء، و204 فتيات قاصرات، و283 حالة إخفاء قسري في سجون سرية، و193 حكمًا غير قانوني بتهم التجسس والخيانة وتكوين شبكات دعارة والحرب الناعمة، كما سجلت 4 حالات انتحار وقتل تحت التعذيب بينهن (أسماء الجربي، وفاطمة المطري)، ومحاولات انتحار فاشلة لعشرات المعتقلات (نجوين العدوفي، أمة العظيم العصيمي)".


واستعرض الإرياني، في إطار منشوره، تفاصيل عدد من الانتهاكات والجرائم التي ارتكبت بحق مجموعة من النساء، مفصلًا إيّاها باليوم والتاريخ ونوع الجريمة التي تعرضنّ لها.




فصيل الزينبيّات


وأفاد المسؤول اليمني بأن "ميليشيا الحوثي شكلت فصيلًا أمنيًا خاصًا من عناصرها النسائية (العقائدية) تحت مسمى (الزينبيات) على غرار وحدة الأمن النسائية في إيران (فراجا)، وأوكلت لها مهام قمع الاحتجاجات النسائية، ومداهمة المنازل، واختطاف المنخرطات في مجال السياسة والإعلام والمجتمع المدني، والتجسس على الجلسات النسائية، والمشاركة في التحقيقات والتعذيب الذي تتعرض له المعتقلات في السجون السرية، وحشد الطلاب والطالبات من المدارس وغسل عقولهم بالأفكار الإرهابية".


وأضاف معمر الإرياني أن "ميليشيا الحوثي أطلقت حملات تشويه للطعن في أعراض اليمنيّات المناهضات لمشروعها الانقلابي، ومحاولة إرهابهنّ للحد من حرياتهنّ ومشاركتهن في الحياة العامة"، لافتًا إلى أن "فريق الخبراء المعني باليمن التابع للأمم المتحدة، أكد بالأدلة استخدام الحوثيين وسائل التواصل الاجتماعي للتشهير العلني، الذي ينطوي عادة على ادعاءات كاذبة بممارسة البغاء ضد المنخرطات في العمل السياسي، أو المدني، أو الحقوقي، وتلقيهنّ تهديدات شخصية، بالقتل، وتهديدات ضد أفراد اسرهنّ".




منع الصحة الإنجابية


وتابع أن "ميليشيا الحوثي منعت النساء من الوصول لخدمات الصحة الإنجابية بالذات التي تحدد النسل، وشرعت في سياسة تقييد حركة المرأة وحريتها ومنع تنقلها بين المحافظات وسفرها عبر مطار صنعاء إلا بمَحرم"، مواصلًا: "كما أصدرت وثيقة لمنعها من العمل مع المنظمات الإنسانية، ومن استخدام الهاتف، ووصل الأمر إلى منعها من ارتياد المطاعم إلا بعد إبراز عقد الزواج، وعدم الجلوس في المتنفّسات العامة، والتدخل في طريقة خياطة وألوان الملابس".


وحثّ الإرياني "الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والهيئات ذات الصلة على ممارسة الضغوط الحقيقية، والقيام بدورهم، في وقف الانتهاكات الحوثية بحق النساء اليمنيات، التي ترتقي إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وإجبار الحوثيين على إطلاق المختطفات والمخفيات كافة قسرًا".