يشير عيد الاتحاد في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى مناسبة وطنية تجسد معاني التلاحم والوحدة الوطنية، لكنها تتجاوز الحدود الجغرافية لتعبر عن دور محوري في تحقيق الاستقرار ومكافحة الإرهاب، إلى جانب تعزيز الجهود الإنسانية والإغاثية.
ويُلقي هذا الدور الاستثنائي بظلاله الإيجابية على مناطق عدة، من أبرزها الجنوب العربي، حيث تركت الإمارات بصمات تاريخية ستظل محفورة في الذاكرة الجمعية.
وتؤكد الإمارات من خلال سياساتها ومواقفها على أهمية تحقيق الاستقرار في المناطق التي تشهد اضطرابات. و في الجنوب العربي، لعبت الإمارات دورًا رئيسيًا في مواجهة الإرهاب والتطرف عبر دعم العمليات العسكرية لقوات التحالف العربي، وتقديم المساندة اللازمة للقوات الجنوبية لتحرير المناطق من قبضة التنظيمات الإرهابية، ولم تكن هذه الجهود العسكرية فقط لضمان أمن الجنوب، بل أسهمت في تعزيز الأمن الإقليمي والدولي.
يد الإمارات البيضاء
في سياقٍ موازٍ، واصلت الإمارات تقديم الدعم الإنساني والإغاثي للجنوب العربي من خلال هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسات أخرى، تكثفت العمليات الإنسانية لتشمل إعادة إعمار المدارس والمستشفيات، وتوفير المساعدات الغذائية، وتحسين البنية التحتية، ويعكس هذا النهج رؤية استراتيجية تهدف إلى تحقيق استدامة الاستقرار من خلال التنمية ودعم احتياجات المجتمعات المحلية.
ولا يمكن فصل العلاقات الإماراتية الجنوبية عن جذورها التاريخية الممتدة، هذه الروابط جعلت من أعياد الإمارات الوطنية، بما فيها ذكرى عيد الاتحاد، جزءًا من وجدان الجنوبيين، فالتضحيات الإماراتية الكبيرة والجهود التنموية عززت علاقة ذات طابع ملحمي، تنسج فيها المصالح المشتركة والمواقف الأخوية.
في ذكرى عيد الاتحاد، يوجه الجنوبيون رسالة وفاء للإمارات قيادةً وشعبًا، تعبيرًا عن امتنانهم لما قدمته من تضحيات وجهود و يُمثل فرصة لتجديد التأكيد على العلاقات المتينة التي تعززت عبر مسار طويل من العمل المشترك والتعاون البنّاء.