أكد محللون سياسيون على الاهمية التي يكتسبها لقاء رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس قاسم الزبيدي وقيادات في المجلس، بالمبعوث الأممي الخاص الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ وطاقمه، اليوم، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، والتي تأتي بعد أسبوعين من سيطرة قوات تتبع المجلس على العاصمة المؤقتة عدن.
وبحسب ما رشح عن اللقاء، الذي حضره نائب ولد الشيخ معين شريم والمستشار السياسي محمد خاطر ومدير مكتب المبعوث الخاص تامر مصطف، واعضاء هيئة رئاسة المجلس الانتقالي أحمد حامد لملس وعدنان محمد الكاف وسالم ثابت العولقي، ونائب رئيس دائرة العلاقات الخارجية محمد عبدالله الغيثي، فقد ناقش اللقاء مجموعة من الملفات والقضايا العالقة، في اطار سعي الأمم المتحدة إلى إنهاء الحرب وإحلال السلام الشامل كما ناقش اللقاء قضية الجنوب وتطورات الأوضاع والمستجدات في عدن والمدن المجاورة.
واعتبر مستشار الرئيس البيض المحامي/ يحيى غالب الشعيبي ان لقاء رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وعدد من قيادات المجلس بمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ وفي هذه الظروف بالذات يحمل دلالات سياسية كبيرة خصوصا واللقاء يأتي مع انتهاء مهمة المبعوث الأممي وبعد تصريحات ايجابية سياسيا واحاطات قدمها الى مجلس الامن الدولي، اهمها ماورد في كلمته الهامة في افتتاح مفاوضات الكويت بين أطراف الصراع اليمني والذي اكد فيها ان مجلس الأمن سيفرد حيزا خاص لقضية الجنوب وتطرق الى الأوضاع الايجابية في الجنوب وتنامي مطالب الشعب بتقرير مصيره، وأشادته بمكافحة الإرهاب في عدن والجنوب.
ويضيف غالب: كذلك يأتي اللقاء بعد اخر تصريح وموقف سياسي ايجابي للأمم المتحدة بعد احداث عدن والذي اكد ولد الشيخ ان الامم المتحدة لديها الاستعداد للتدخل لفض النزاع بين الاطراف في عدن ..واهمية اللقاء طابعه الرسمي برئيس المجلس الانتقالي وقيادات المجلس بعد ان ظهر المجلس الانتقالي طرف سياسي بارز يمثل قضية الجنوب وبعد كل المواقف الخارجية الايجابية بعد 30يناير والتعاطي الايجابي الخارجي المنعكس في بيانات اغلب دول دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي التي دعت الحكومة الى التفاوض مع المجلس الانتقالي الجنوبي .
ويؤكد السياسي الجنوبي ان اهمية اللقاء ايضا تكمن في ان المبعوث الأممي إلى اليمن كان شاهد على مرحلة تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي واعلان عدن التاريخي والتفويض الممنوح للقائد عيدروس الزبيدي من شعب الجنوب وكل التطورات الإيجابية التي شهدتها الجنوب سياسيا كان متابع لها عن كثب.
من جانبه قال المحلل السياسي منصور صالح: إن دلالة اللقاءات تؤكد على النظرة الايجابية تجاه المجلس الانتقالي الجنوبي ،وتطلع المجتمع الدولي للتعامل معه كشريك حقيقي في صنع السلام ،والمساهمة في ايجاد تسوية للمشكلة اليمنية الراهنة وعقدتها الأساسية المتمثلة بقضية شعب الجنوب.
وأكد ان اللقاءات عكست التعاطي والانفتاح الدولي على المجلس أيضا هو نجاح المجلس في تقديم نفسه كحامل وممثل للقضية الجنوبية ، يعبر وبجدارة عن قضية شعب الجنوب الذي خرج في حشود جماهيرية عريضة لتفويض المجلس وقائده اللواء عيدروس الزُبيدي لقيادة المرحلة وتبني مطالب الجنوب في استعادة دولته .
ولفت إلى أن المجتمع الدولي ظل يرقب خلال الفترة الماضية الساحة الجنوبية ومايعتمل بها من حراك تحرري ويبدو واضحا انه قد اقتنع مؤخرا ومن خلال ما افرزته الفترة الماضية من معطيات بأن المجلس الانتقالي الجنوبي هو المظلة والرافعة السياسية للقضية الجنوبية وهو الشريك الذي لا ينبغي تجاوزه في اي عملية تسوية تتعلق بالجنوب وان محاولة تجاوزه ستكون مؤشرا على ان اي تسويه بدونه سنلد ميته ولن يكتب لها اي نجاح.
واعتبر صالح في تصريح لعدن تايم: نتائج هذه اللقاءات هي عملية مسح ودراسة للمواقف وللحالات القائمة ومعرفة وجهات نظر القوى الفاعلة في الساحة اليمنية عموما والجنوب على وجه خاص ،وتقييم مدى تأثير هذه القوى على رسم الخارطة على الارض ودون شك فانها سنكون ايجابية بالنسبة للمجلس الانتقالي الجنوبي اذا ما استوعبت مكانة وقدرات المجلس وحاضنته الشعبية وقدراته العسكرية وبكون اصبح سلطة امر واقع سياسيا وعسكريا في عموم محافظات الجنوب الثمان ويحظى بثقة الشارع الذي يلتف حوله ويؤيدة بصورة لافته لا تحظى بها اي قوة ومنها السلطة الشرعية المعترف بها دوليا.
وكان المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي سالم ثابت العولقي عضو هيئة الرئاسة، الذي حضر اللقاء، نقل عن المبعوث الأممي إشادته بدور المجلس الانتقالي الجنوبي ودعمه لجهود الأمم المتحدة لإنجاح عملية السلام كما تم الأتفاق على مواصلة اللقاءات بين الطرفين خلال الفترة القادمة.