آخر تحديث :السبت - 21 ديسمبر 2024 - 07:26 م

كتابات واقلام


الهروب الى الوطن!

الخميس - 28 يوليه 2022 - الساعة 05:07 م

عادل حمران
بقلم: عادل حمران - ارشيف الكاتب


حينما يكون الهروب من الوطن طموح وحلم يسعى جاهدا مئات الشباب تحقيقه ، فثمة ما يستحق المراجعة ..أيعقل أن يصل بنا الحال إلى هذا الحال .. في مصر قابلت عشرات وربما مئات الرفاق والاصدقاء، والمحزن يا اصدقاء بأن معظمهم إما يبحثون عن اي طريق لمغادرة اليمن، وآخرين يقدمون نصائحهم اقدم لجوء الى اي دولة، استغربت من كمية المغادرين والذين وصلوا الى قناعة تامة بان اليمن بلد غير صالح للحياه، ورغم مخاطر الهروب الى أروبا وتكاليفه الباهضة، الا انهم يهربون بشكلٍ دوري وكانه لا سبيل لهم سوى الخلاص من لعنة الوطن.

كنت استمع الى احد الرفاق وهو يقدم نصائحه من صميم قلبه، يحدثني باننا امام فرصة لن تتعوض وان هناك فرصة اكبر لكوننا صحفي في الوقت الذي تجد الصحافة في بلادنا معاملات قاسية من قتل و اعتقال وغيرها، كنت استمع اليه تقديرا له ولثقتي بانه يعتقد بانه يريد لي الخير، لكنني كنت استمع اليه وانا افكر باليمن، افكر في صوت أبي حين يوقظني للخروج الى السوق او يتطمئن عني فقط، وافكر في ملامح الاطفال وهم متجهين صوب مدارسهم، افكر في العشوائية الجميلة التي نعيشها في عدن، وفي لمتنا كل جمعة، وزحمة اسواق القات، لمة الرفاق في مجلس الدبيس، ومذاق شاهي مليط ، واصوات رفيق ورفاقه يقرعون طاقة شقتي، بحثا عن كلمة سر الشبكة او مطالبتي بالخروج اليهم، وفي انفاس الفجر ورائحة عدن وبحرها،فكرت ايضا في كل التفاصيل الصغيرة التي باتت روتين يومي نعيشه جميعا، فكرت في حاجات كثيرة لا يسعني المجال لذكرها احس انه صعب تروح تعيش في اي دولة منفردا.

كيف نستطيع ان نعيش بدون نعمة الناس حولنا في عالم لا تعرف فيه جارك ولا تعرف احد يعملون كانهم آلات الكترونية حياه وشغل واكل ونوم مافيش اكشن ولا حاجة تعيش وكانك في دار العجزة، رغم الحاح صديقي وحرصه ومحاولاته اغرائي بانه اقدر اعمل لم شمل واجيب كل اسرتي واعيش معهم برضه ما قدرت اقتنع بفكرته ولم استطيع قبول الفكرة من اساسها، حاولت اقله بانه انا عشوائي بشكل مخيف اكره حياة الرتابة والنظام احب الاصوات المرتفعة وزحمة الناس ولمة الاهل وضحكات الاصدقاء ومجالس القات ومكرفونات المساجد، وخلافات الساسه، وكل التفاصيل التي يعيشها الناس في وطني احبها جدا.

صحيح انه وضع بلادنا مدهور والي يسافر يندم كثيرا على حال البلاد، ويدرك باننا متاخرين كثير بكل شيء، ويتمنى اي حد انه لو بلادنا تنافس الدول الناجحة، ولكن جميعنا ندرك اننا مرينا بسنوات صعبة وان الحرب مطولة، وتبعات الحرب تحتاج سنين لكي تنتهي وان الحرب افرزت لنا ضروف استثنائية وتجار حروب وقيادات هشة ومشاكل كثيرة وكثيرة جدا، والمؤلم بان العملة انهارت و التعليم تدهور والقوات بلا رواتب، والراتب ما يكفيش اسبوع ومافيش فرص عمل، ولا مكان للكفائات في وطني ولكن صعب وصعب جدا اغادر الوطن مازلت كلي امل بان الوضع سيتصلح والحرب ستنتهي وبلادنا ستعود ولو بعد حين وهذا املي وثقتي برب العالمين، وصدقوني مشتيش اسافر الا عدن!

#عادل_حمران
28/7/2022م