آخر تحديث :السبت - 21 ديسمبر 2024 - 06:34 م

كتابات واقلام


مواقف وعبر على طريق إنعقاد مؤتمر الصحفيين والاعلاميين الجنوبيين

الجمعة - 23 سبتمبر 2022 - الساعة 07:48 م

منصور نور
بقلم: منصور نور - ارشيف الكاتب


أستبشرت خيرًا وأنا أتابع منذ ما قبل إعلان اللجنة التحضيرية والفرق التي ستمهد الطريق لأجل إنعقاد المؤتمر التأسيسي الأول للصحفيين والاعلاميين الجنوبيين في العاصمة عدن، وعادت بي الذاكرة إلى شهر فبراير 2004 ، يوم دعا أساتذة الصحافة هشام محمد علي باشراحيل، ومعروف حداد - رحمة الله عليهما - وجمع من الصحافيين الجنوبيين، لتسجيل مواقفنا المعارضة لقانون الصحافة والمطبوعات رقم (25) لسنة 1990، ولائحته التنفيذية بموجب القرار رقم (49) لسنة 1993، ومواده المقيدة للحريات الإعلامية بحق الصحافة الحرة. وسمعت وقتها من الأستاذ هشام باشراحيل "النقابة تريد من المؤسسات الاعلامية والصحف الأهلية، أن تعمل بالسُخرة لتحصيل الجبايات لصالحها، من إيرادات المبيعات والاعلانات، ورواتب ومكافآت الصحفيين وتقاسمنا بقوت أولادنا" وبجملة واضحة قال أبو باشا: "يشتوننا نشقى لهم"، حين فرضت نسب محددة من رواتب ومكافآت كل صحافي وقيمة كل إعلان منشور!! ويمكن العودة إلى أرشيف صحيفة الأيام الغراء للمزيد من التفاصيل.
سجلنا موقفنا ودفعنا فاتورة التضحيات الجسيمة، لإننا ممن لحق بنا الظلم والصحافة الجنوبية، وتعرض معظم من حضر وشارك ووقع على بيان ذلك اللقاء للظلم والاجحاف والتهديد بإسكاته.

وأتذكر في أغسطس 1986. عقد مؤتمر (منظمة الصحفيين اليمنيين الديمقراطيين) لفرع العاصمة عدن، وأنتخب الصحافي شكيب عوض رحمة الله عليه، رئيسًا لفرع المنظمة بعدن. وتعالت الأصوات في قاعة المسرح الوطني بالتواهي، معترضة على قائمة أسماء مجلس قيادة المنظمة، بأنها تضم رؤساء ومدراء المؤسسات الإعلامية والصحافية، فإذا رفع الصحافيين أو الاعلاميين مظلمتهم وشكوتهم من ظلم وقع عليهم من أحد المسؤولين في مرفقهم، فإنها ستصل إلى من ظلمهم.. وكيف ستنصفه منظمة الصحفيين ككيان نقابي وجلادهم هو المسؤول فيها!!

وكم عانينا.. أي الأقلام الجنوبية الحرة في زمن عفاش وشيطانه الشاطر من الظلم والاقصاء والملاحقات والحرمان من المعاشات لسنوات، ووصل إلى حد التهديد بالتصفية الجسدية، لأشجع الأقلام الجنوبية القوية الحرة، والتي كانت تنتقد الأوضاع الحياتية، وتدافع عن مظالم قضية الجنوب، حتى في منابر الصحف الموالية له في زمن بطش نظامه وطغيان جلاوزته.

وأدعو شبابنا الصحافيين والاعلاميين الجنوبيين، إلى إستلهام الدروس والعبر من المواقف الصلبة للأقلام الجنوبية، ومن تاريخ الصحافة والإعلام في الجنوب، وبث روح التغيير والتجديد نحو الأفضل برسم لوحة مشرفة للصحافة في الجنوب وتاريخ روادها العريق، ومن لحق بهم من جيل الآباء ومن وثّقوا وأثروا رسالة الصحافة والثقافة الجنوبية، بالكلمة الصادقة والتضحيات والدماء.. والذود عن قضية شعب الجنوب وحريته واستقلاله وكرامة الإنسان وحقوقه الدولية.
وأوجدوا في قلوبكم حيزًا بسيطًا، للرأي الآخر وتقبلوه بروح طيبة، لأن اللوحة الجميلة من نور وظل ومن (أبيض × أسود) يصنع الأبعاد للوحة المكتملة، ولفيف الألوان يوحد التناغم اللوني الهرموني، وكيف يمكننا أن نتخيل الورود إذا أقصينا الألوان أوحجبنا الظل عنها.
والرأي الآخر (ترمومتر) مهم للقياس والتقييم الصائب، وعليه أن تتسع صدورنا ونأخذ الرأي البناء وأفضل الأفكار الناقدة، ونترك التشنجات والتعصبات الانفعالية، وأهم ما يقيّم أيّ مسار في رسم التخطيط الإستراتيجي بتبني قضايا الناس ومظالم المجتمع، وممارسة السلطة الرابعة لدورها في بيئة حضرية محفزة للاستثمار في مجال الصحافة والإعلام ومقبلة على التطور والنماء. ومتحررة من سياسة القبضة الحديدية للصوت الواحد.
لأننا مقبلون على مرحلة جديدة لبناء دولة الجنوب وحوار جنوبي يفتح الآفاق للشراكة الوطنية الجنوبية مع الكيانات الجنوبية الفاعلة، والصادقة لاستعادة الكرامة واستقلال سيادة الجنوب على كامل أرضه ومياهه، وثرواته.
وأذكّر بقول الشاعر الكبير معروف الرّصافي:
"لا يخدعنّك هتاف
القوم بالوطني
فالقوم في السّر
غير القوم في العلن".