آخر تحديث :السبت - 21 ديسمبر 2024 - 06:56 م

كتابات واقلام


ماذا تحت غلاف عملية "غلاف غزة"؟

السبت - 28 أكتوبر 2023 - الساعة 09:53 م

نصر هرهرة
بقلم: نصر هرهرة - ارشيف الكاتب


لم يضع القدر غزة واهلها بل كل فلسطين في هذه الجغرافيا في حالة صراع مع الصهيونية على الوجود وفي موقع الدفاع عن القدس الشريف والمسجد الاقصى ثاني القبلتين و ثالث الحرمين الشرفين ومسرى نبينا محمد عليه افضل الصلاة والتسليم، لكنه وضعها ايضا في هذه الجغرافيا لتكون وقود لصراع محموم بين الطريقين (طريق الحرير وطريق ....) كما وضع القدر لمصر شريان اثنين هما نهر النيل وقناة السويس فهما هبت الله لمصر على الارض وهي الحاضنة لفلسطين والفلسطينيين وفي موقع زعامة الامة العربية.
لهذا فهي تتالم حين تئن فلسطين و تتالم فلسطين حين تستهدف مصر ومن الم مصر حين يتعرض نهر النيل للمؤامرة وإقامة سد النهضة الاثيوبي ومن اصحاب الاستثمار فيه وحين تتعرض قناة السويس للمؤامرة ايضا ويعلن عن مشروع طريق اخرى ستضعف حركة الملاحة التي كانت مامولة عبر قناة السويس في اطار طريق الحرير من خلال مشروع طريق جديد يمر ب اسرائيل والرياض ودولة الامارات.
اسرائيل التي لم تنصاع للعالم لحل قضية فلسطين والتي وضعت غزة واهل غزة في سجن كبير وفيها كثافة بشرية في مساحة محدودة وموارد محدودة فلا تعتقد اسرائيل والعالم اجمع ان اسرائيلي ستكون في مامن فالنضال الفلسطيني لانتزاع حرية الشعب الفلسطيني واستعادة الارض من قبضة الاحتلال مرتبط بصلة قوية ووثيقة مع دفاع مصر عن نيلها وقناة سويسها وباعتبار القضية الفلسطينية هي قضية الامة العربية والاسلامية المركزية فلا نستبعد ان تحمل في ثناياها قضايا الامة العربية او جوانب منها على الاقل.
وفي الوقت الذي تدفع الامة جميعها ثمن ذلك الصراع الا ان الشعب الفلسطيني الذي يئن من الاحتلال الاسرائيلي هو وقود ذلك الصراع كونه راس الحرب فيه فلا نستبعد صراع الطريقين مما بجري اليوم في غزة ولكن المؤشر الذي افرزته هذه الحرب هو ان اي طريق غير طريق الحرير هو طريق غير امن وان اسرائيل لن تنعم بالامن والاستقرار حتى ينعم به الفلسطينين وحتى لا يضيق على الشعوب العربية وفي المقدمة الشعب المصير في معيشته وتقدمه ونمائه كما ان التنيين الصين صاحب طريق الحرير لن يقف مكتوف الايدي وهو يلاحظ ان استثماراته الضخمة في طريق الحرير تتعرض لتهديد او على الاقل التقليل من كفاءته وان الدب الروسي لن يترك صديقه التاريخي التنين الصيني وحيدا.
كما ان انفجار صراع جديد في مكان اخر في العالم تشارك فيه نفس القوى التي تحاربه في اوكرانيا يعد تنفيس عليه من الضغط الحاصل عليه في ما يسميها بالعملية العسكرية الخاصة في اوكرانيا وان أصدقائه في المنطقة الذي لا يروق لهم نهج التطبيع مع اسرائيل الذي تتبعه بعض الدول العربية لن يقفوا مكتوفي الايدي لكن في المقابل هناك دعم قوي غربي (اوربي ، امريكي ) لاسرائيل والعجيب في الامر هو ان يغطي كل ذلك الصراع عملية كتائب القسام في غلاف غزة من اجل تحرير فلسطين والمقدسات الاسلامية وجرائم اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.