آخر تحديث :الأحد - 22 ديسمبر 2024 - 02:08 م

كتابات واقلام


أفرجوا عن مطار عدن

الأحد - 12 نوفمبر 2023 - الساعة 11:15 م

سالم الفراص
بقلم: سالم الفراص - ارشيف الكاتب


ربما كان من الجائز والمقبول إلى حد ما الإقدام على إغلاق وتطويق كثير من المداخل والمخارج بالنقاط الثابتة والمتحركة في سنوات الحرب السابقة عندما كانت عدن تعيش ظروفاً استثنائية في جوانب ضعف الأمن واختلال الأوضاع وانتشار الفوضى وتربع البلطجة وغياب وضعف حضور سلطة الدولة والأجهزة الأمنية وحين كانت أعمال التعدي قائمة على قدم وساق على مرافق الدولة ومؤسساتها والسطو عليها واحتلالها والعبث بمقدراتها.
كما انه قد لا نجد عيباً حينها في تتابع استحداث معابر والغاء اخرى واقامة وزرع مصدات وحواجز رملية وخرسانية في الطرق حول بعض المرافق السياسية والمدنية السيادية، وبالذات منها المرتبط بخدمات ومصالح المواطن وتسببها في تعمق الهوة بينها وبين تقديم خدماتها له .

من هذه المرافق تحديداً مطار عدن الدولي الذي كان قد جرى سد وطمس معالمه من خلال الاقدام على تطويقه بسلسلة خرسانية امتدت لتبتلع خط سير هام ورئيس محاذي له ووقف الحركة فيه كما جرى ايضا اغلاق المداخل والمخارج المودية من وإلى ساحة المطار وقاعات التوديع والانتظار فيه والتي فرضت اي هذه المصدات والمغالق الخرسانية على المسافرين المغادرين والقادمين ومعهم المودعين والمستقبلين إلى أن يفترشوا مساحات تبعد عن صالة المطار ومواقف السيارات المعتادة فيه بعشرات المترات تقع بين وأمام المنازل المجاورة للمطار مسبباً بذلك كثير من العناء والمشقة على المسافرين عبر مطار عدن وبالذات منهم المرضى والجرحى ولا يستطيع أحد الدخول إلى موقف السيارات إلا بترخيص وبعد أجراءات روتينية مشددة لا يستطيع معظم الناس تحملها. هذه الحالة التي كان عليها المطار والتي كانت مبررة أثناء سنوات الحرب لم يعد مبرراً البتة فرض بقاءها على احاولها السابقة ولابد من العمل وبصورة عاجلة على إعادة الأوضاع فيه إلى ما قبل سنوات الحرب تسمح للمغادرين والقادمين والمودعين والمستقبلين من الدخول والخروج من والى ساحة المطار وصالة الانتظار فيه بسلاسة ويسر وذلك من خلال رفع المصدات الخرسانية وبالذات من فوق الطريق الرئيسي ومن مداخل ومخارج المطار.

نقول ذلك لا لتسهيل حركة المسافرين عبر المطار وحسب وانما من أجل جعله قادرا على الظهور كما يجب ان كواجهة تعطي للقادمين إليه والمغادرين منه صورة مطمئنة وحضارية تعكس مكانة وحيوية هذه المدينة التاريخية والاقتصادية عدن.