آخر تحديث :الأحد - 22 ديسمبر 2024 - 02:08 م

كتابات واقلام


فلسطين ودراكولات العصر

السبت - 03 فبراير 2024 - الساعة 09:20 م

سالم الفراص
بقلم: سالم الفراص - ارشيف الكاتب


اعتدت هذه الأيام أن أواخي بين قيامي لصلاة الفجر والعودة للجلوس أمام شاشة التلفزيون لمتابعة أخبار المحطات الفضائية التي حفظت أرقام تردداتها عن ظهر قلب قاصدا الوقوف على آخر ما أسفرت عنه جرائم الاستعمار الأمريكي البريطاني الأوروبي الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني وحقه في العيش والبقاء.
وذلك بعد أن أكون قد ضمنت ادخار الطاقة المخزونة في بطارية الشحن وعدم إهدار ما تجمع فيها من جهد نهارا، مقاوما قسوة ظلمة ساعات الليل ومتحملا كبواته المؤلمة ، وذلك كي أتمكن من سماع ومشاهدة مستجدات مواجهات ليلة دامية أخرى مضت بين دراكولات العصر (أمريكا بريطانيا ومعظم بلدان أوروبا ) وبين رجال ونساء وأطفال شعبنا العربي الفلسطيني.

حرب دموية فرضتها نواميس وأخلاقيات مصاصي دماء الشعوب الذين غادروا توابيتهم بعيدا عن أضواء الحقيقة ليغرسوا أنيابهم المسنونة في كل جسد آدمي حي ينشد العدالة والمساواة والحرية والسلام. حرب أصبحت أنفر من متابعة (المحللين العسكريين الإستراتيجيين ) الذين باتوا يشغلون معظم ساعات بث القنوات الإخبارية العربية التي وفرت لهم المال والإقامة المستدامة قريبا من استديوهات البث، ليكونوا جاهزين عند الطلب ليواصلوا الاضطلاع بمهمتهم المكرسة لكشف ووصف واسباب بروز نقاط القوة والضعف في تحرك المقاومة الفلسطينية وأماكن تمركز النازحين وأعدادهم على الخريطة، مقدمين
احتمالات تحرك الآلة العسكرية الصهيوأمريكية والأوروبية لإلحاق مزيد من جرائم الحرب والإبادة بالشعب الفلسطيني. وانطلاقاً من مفتي لدور المحللين العسكريين الإستراتيجيين ) فقد هجرت بكل رضا متابعة أحداث الحرب وتلقيها من أفواههم في كل مساء، لأجعل الوقت المناسب لي لمشاهدة الأخبار وبعض فيديوهات المقاومة وتشكيلاتها العسكرية وبعض المشاهد التي استعين بها على رفع معنوياتي كمشاهد يعاني من آثار هذه الحرب الظالمة التي امتدت ومنذ أزمنة بعيدة لتنال من كل شيء سوي في الأنظمة العربية.
إذ يكفي وأنا أفتح شاشة التلفزيون رؤية طفل فلسطيني ينتشل من تحت الأنقاض أو وهو يتلقى الإسعافات الأولية في أحد أروقة المستشفيات، راسما شارة النصر مغلبا رسمها بأصابعه على كل آلامه وحرمانه وخوفه .
فهي أي هذه المشاهد التي تلتقطها عرضاً في معظم الأوقات كاميرات قنوات البث الفضائية، تكفي أن تمدني بالعزيمة وتجعلني أتطلع ليوم نصر قادم طالما هناك قلب طفل فلسطيني ينبض وصوت أم يضاهي أصوات الانفجارات والقصف دويا واثرا، وملامح شيخ ينظر باستهزاء واحتقار لما يجري ضد شعبه وسط صمت . عربي وحقد وكراهية وغل حكومات نهبوية صهيوأمريكية.

بهذه الصور والمشاهد التي أبدأ بها يومي أكون قد حملت معي وعدا متجددا بقرب انتصار الإنسان وحبه للحياة والبقاء في عالم آمن ومستقر وحر، برغم كل هذه الفوضى والخيانات والكراهية والضياع والتغريب عاقدا الأمال على قوة وقدرة الإنسان الفلسطيني الطفل والأم والأب الذين يواجهون أعتى آلات الدمار والحرق والإبادة، ، بأياد فارغة وأصوات عالية وقلوب محبة متطلعة لغد أجمل خال من الحروب والخيانات والعمالات المأجورة.