آخر تحديث :السبت - 21 ديسمبر 2024 - 03:10 م

كتابات واقلام


عدم تكرار الاخطاء والاحتراس واجب  في التسوية القادمة 

الخميس - 04 أبريل 2024 - الساعة 01:58 م

قاسم عبدالرب عفيف
بقلم: قاسم عبدالرب عفيف - ارشيف الكاتب


نحن على اعتاب تسوية سياسية يشترك فيها الاقليم والعالم ومنها  سيتحدد  الوضع في اليمن وعلى وجه الخصوص  مصير الجنوب ومن الملاحظ  بان كل شبىء قد تم انجازه بين اطراف معينة  ولم يكن الجنوب حاضرا في الاعداد  وسيتم اقرار التسوية …. السؤال  كيف سيتم ذلك دون الاخذ بالاعتبار جوهر الصراع واسباب الازمة  في اليمن؟  وهل سيتم فرضه بالقوة  ؟ معروف ان ازمة اليمن الحالية تكمن في الصراع على السلطة بين اقطاب النخب السياسية  في صنعاء وفشل الاقليم والعالم في حلها عبر المبادرة الخليجية ومؤتمر الحوار الوطني   وكانت النتيجة الحرب  ومن يحكم صنعاء يعتبر الجنوب الجائزة وهذه المره خرج  الحنوب  منتصراً ومع ذلك يتم تجاهله في هذه التسوية وهل من المنطق تجاهل الحنوب في اي تسوية قادمة ؟ 

وبانتقال الحرب الى الممر الدولي باب المندب اعطى لها منحى دولي واقليمي خطير  منح أساطيل العالم بالتواجد لادارة  صراعاتهم على بحارنا وممراتنا البحرية  وشواطئنا وهذه احد تداعيات اطالة امد الحرب والفشل في ادارتها وتحويل بوصلتها   وطمس جوهر ازمة اليمن الأساسية والتي تكمن بين جنوب وشمال بفشل  الوحدة العشوائية التي تمت في عام 90م .
         يبدو العالم والاقليم  تعب من ازمات اليمن وغير مستعد تحمل تبعاتها  واصبح الوضع لا يطاق لذا قرر  اللاعبون  الإقليميون  والدوليون  تمرير صفقة التسوية ليخلصوا من هم اليمن ويتركوه في دوامة صراع مستمر.  
        اصبحت قضية الجنوب  في قلب التشابك الاقليمي والدولي  أضيف اليها   التعقيدات الداخلية اليمنية فالدخول بالتسوية تعتبر من اخطر المعارك السياسية وتتطلب التسلح بالوعي والثبات  وفهم التشابك والتعقيدات المحلية والاقليمية والدولية التي لها الاثر الأكبر على مسار التسوية.
       طريق التسوية محفوف بالمخاطر الكبيرة فتجارب الجنوب  في مجال التسويات الكبيرة  كانت مولمة أدت إلى كوارث للجنوب فمنها  مثلاً :
  اولاً  دخل الجنوب في الوحدة السياسية مع الشمال بعواطفه الجياشة  ودون ان يكون متسلحا بالوحدة الوطنية الجنوبية وكان  متعجلا وعشوائياً  اعتمد على الثقة بالآخر دون ان يحصل على ضمانات بعدم نكوص شريك  وكانت النتائج مأساوية.
ثانيا  المشاركة بالحوار التي نظم تحت اشراف اقليمي ودولي لم يستفد من تجربة الوحدة فكرر الخطأ ودخل دون التسلح بالوحدة الوطنية الجنوبية المتمثل  بالحراك السلمي الذي قدم التضحيات وبالتالي دون ضمانات مكتوبة بل لمجرد وعود شفويه من قبل رعاة الموتمر وعندما قرر الفصيل الذي دخل الحوار الانسحاب انسلخ عدد من أعضاءه المشاركين الجنوبيين وقرروا البقاء في الحوار وتم استغلالهم كممثلين للحراك الجنوبي وبالتالي كانت قضية الجنوب في مهب الريح لان من بقى في الحوار  تم شرائهم واصبحوا يسيرون في ركاب الشرعية وعند الانقلاب على الشرعية بصنعاء تحول بعض منهم  مع الانقلابيين كممثلين للجنوب زورا واستخدموا كما استخدمت الشرعية الجزء الآخر
         لذا من سيفكر بالدخول  بالتسوية السياسية الان دون وحدة وطنية جنوبية ودون ضمانات مكتوبة او على الاقل تمكين الانتقالي من ادارة الجنوب  قبل التسوية فانه يكرر اخطاء من سبقوه وسيكون  مصير الجنوب  في خطر  وسيتكرر صنع البدائل كممثلين للجنوب ليسيروا  في فلك رعاة التسوية.
            ماذا لو امتلك الجنوب خارطة طريق اخرى  عبر التمثيل الشعبي كتعبير عن ارادة شعب الحنوب  بفرض الأمر.الواقع  فمن حق شعب الجنوب ان يقرر ما يريد دون الاستئذان  من آحد ويعتبر ذلك الطريق  الامن  خاصة وقد ظهر تشددا من قبل الانقلابيين في صنعاء بفرض رويتهم للحل على الارض وظهر ايضا استكانة الشرعية لهذا الحل وممارسة التحكم في مصير وارادة شعب الجنوب بشكل فظ  فهذا الطريق هو كالتالي :
     ان تتم السيطرة  على الارض  عبر الالية التالية :
      بناء الدوله الجنوبية من إلادنى  الى الأعلى اي. البدء بالتجهيز لعملية  سياسة ديموقراطية وتوافقية  في  كل مديريات الجنوب لانتخاب مجالس تمثيل شرعية لادارة المديريات في كافة مناحي الحياة  وطبعا سيتم استيعاب من هو موجود حاليا  شرط تنفيذ توجهات المجلس المنتخب  وان تعذر ذلك يتم استبدالهم .
    الخطوة التالية ما جرى في المديريات يسري على مجالس  المحافظات يتشكل مجلس منتخب او توافقي لادارة شؤن المحافظة.
اما الخطوة الثالثة يتم انتخاب ممثلين  من خلال تلك المجلس او انتخاب مباشر للمجلس الاعلى او اي تسمية الجمعية الوطنية مقره العاصمة عدن بمثابة مجلس نواب تشريعي  يدير نشاط دولة الجنوب ويشرف على الادارات التنفيذية بما فيها تشكيل حكومة مصغرة
            كل هذه الترتيبات تتم عبر هيئات المجلس الانتقالي وبمشاركة  القوى الجنوبية الأخرى  الملتزمة بهدف استعادة الدولة الجنوبية ويمثل ذلك اوتوماتيكيا  توسيع المشاركة الشعبية ويتحول من يريد من انصار المجلس الحاليين  المعينين إلى تلك المجالس  في كل المستويات المديريات والمحافظات والجمعية الوطنية بحيث ان لا يتكرر الشخص في اكثر  من موقع ومنصب  وهذا الطريق الامن والاسراع في السير فيه حفظ حق الجنوب في ادارة نفسه قبل ان يتم فرض  تسوية من الاقليم والعالم قد لا تناسب تطلعات شعب الجنوب.
وهذا الطريق الامن لا تستطيع  اي قوة في العالم الوقوف ضده مهما كانت قوته لانه سيصطدم بارادة شعب الجنوب وهذا الطريق قانوني وشرعي وان تم ذلك بعدها فليكن  هناك حوار في اي تسوية لان من يمثل الجنوب سيكون شرعي ومنتخب ويسحب البساط  على من يقدمون انفسهم ممثلين مزيفين لارادة شعب الجنوب الحر  وسينطلق ممثلي الجنوب  من ارضية ثابتة وصلبه يستند إلى شعب الجنوب والذي اصبح يدير اموره بنفسه
الصراع الاساسي هو صراع بين الجنوب والشمال ولا يجب حرف مسار الصراع او تزوير لجوهره  الحقيقي فان اراد الاقليم العالم تحقيق تسوية حقيقية فهذا هو الطريق الآمن  الذي يخدم  امن واستقرار المنطقة  انه طريق اعادة الاعتبار للتاريخ والجغرافيا اما غير هذا الطريق فسيؤدي إلى مزيد من الصراعات وعدم الاستقرار
قاسم عبدالرب العفيف
3/4/2024