آخر تحديث :السبت - 07 سبتمبر 2024 - 08:28 ص

كتابات واقلام


الثعالب الناسكة

الثلاثاء - 23 يوليه 2024 - الساعة 08:13 م

د.جمال قاسم المدعامي
بقلم: د.جمال قاسم المدعامي - ارشيف الكاتب


كثير من الناس، في كثير من المجتمعات يتحدثون عن الظلم والاقصاء والتهميش والعنصرية من خلال لقاءاتهم في المجالس ومقالاتهم في الوسائل الاعلامية ونشاطاتهم في الساحات والمياديين ...لخ

عندما تستمع إليهم تقول مثل هؤلاء يجب ان يتصدروا المشهد لاخراجنا من الدوامة التي نعيشها، عسى يكون فيهم خير للوطن وشعبه ، وعندما يوصلوا إلى مبتغاهم وهي السلطة بمساعدة الأنصار الذي كانوا يوعضوهم ويحدثوهم عن كل الاباطيل والفساد والمحاباة والعدل والمساواة في ذلك المجتمع ، لكن للأسف فجاءة! يتغير كل شيء ولم تسمع منهم شيء إيجابي ويلتزموا الصمت وكأن الأمور بعد ان وصلوا إلى اهدافهم ان أفراد مجتمعاتهم يعيشون في جنة ونعيم .
ان مثل هؤلاء أهدافهم خاصة لا تخدم الا مصالحهم وهم بريئين من الوطنية كبرأئة الذئب من دم يوسف ،وما نضالهم الا كما قال الشاعر أحمد شوقي عندما قال :
برز الثعلب يوما * في شعار الواعظينا
فمشى في الأرض يهذي* ويسب الماكرينا
ويقول الحمدلله * إله العالمين
يا عباد الله توبوا * فهو كهف التائبينا
وازهدوا في الطير إن * العيش عيش الزاهدينا
وطلبوا الديك يؤذن * لصلاة الصبح فينا
فأتى الديك رسول * من إمام الناسكينا
عرض الأمر عليه * وهو يرجو أن يلينا
فأجاب الديك عذرا *يا أصل المهتدينا
بلغ الثعلب عني عن جدودي الصالحينا
عن ذوي التيجان ممن * دخل البطن اللعينا
أنهم قالوا وخير ال * قول العارفينا
مخطئ من ظن يوما * أن للثعلب دينا
مع تحياتي
د. جمال المدعامي