آخر تحديث :الأحد - 22 ديسمبر 2024 - 02:08 م

كتابات واقلام


اللهم اهدي من تولى حكم مسلم الى الصراط المستقيم

السبت - 27 يوليه 2024 - الساعة 10:15 م

د.جمال قاسم المدعامي
بقلم: د.جمال قاسم المدعامي - ارشيف الكاتب


هل المسؤول يسأل نفسه وما عليه من واجب كبير جدا اتجاه وطنه وأفراد مجتمعه، ام ان هواه يغلب عليه الأمور ، ويستغل مكانته بما يخل  أغراض الدولة الاساسية ، التي سوف يكون انعكاسها سلبيا على أفراد مجتمعه بسبب شهواته وتغليب المصلحة الخاصة على العامة، اننا نلاحظ كثير من أصحاب المراكز الادارية العامة هناك من يبادر اليهم من أصحاب المصالح الخاصة ويذهب إليهم محمل بالهدايا والهبات والإغراءات...الخ   ولكن السؤال لماذا الناس تهديه وتجامله ? الجواب اكيد ما حاج حج  كما قال المثل الا ويريد مغفرة ، اقصد الذي يهديك وانت في مركز معين اما لأجل طالب خدمة قد فيها شبهة في ذلك الوقت أو يهيئ للمستقبل لتحقيق هدف معين.
ولكن ما الحكم شرعا على الهدايا والهبات التي يحصل عليها صاحب ذلك المركز في اي وحدة ادارية أو جهاز إداري عام ?
الحكم شرعا انها لا تجوز له وهو في مركز معين وأن تلك الهدايا حرام شرعا وقانونا ، ما عدا الهدايا التي تكون من جهات رسمية وفق البروتكولات المتعارف عليها لأجل تعزيز العلاقات الدبلوماسية والتعاون في المصالح المشتركة يمكن اجازتها شرعا وقانونا ولكن تكون ملك من املاك الدولة  ويجب ان تذهب خزينة الدولة أو بيت المال للصالح العام . 
هذا الحكم فيما يتعلق في الهدية والهبة للمسؤول العام.
ولكن فما بالكم من يستغل منصبه  لأجل المصلحة الخاصة عن طريق الابتزاز والضغط في المعاملات الشرعية والقانونية ولن تمرر اي معاملة الا بحق بن هادي ، فهذا الأمر عقابه كبير جدا ومهما تصور للمسؤول انه استغل مكانه وحقق الكثير والكثير  لكنه لم يدرك ان الله له بالمرصاد ويعاقبه دون أن يعلم في الدنيا في كثير من الأمور ولن يحقق أهدافه من ذلك التصرف مهما طال زمنه أو قرب ، والتجارب واضحة فليتذكر المرء كم مسؤول كان يستغل وكم كسب وكيف أصبح في دنياه  !
فما بالك في عقاب الآخرة، ان العقاب عسير فل يتقي الإنسان نفسه ويرجع إلى الصواب.
فكثير من أفراد المجتمع كانوا صفرا وحالتهم في الحضيض وسنحت لهم الفرصة لسبب ما واصبحوا اليوم في ثراء فاحش لم يتخيله احد ،بينما الراتب المتعاريف عليه في المجتمعات المتأخرة  الحد الأعلى 300 دولار امريكي والمتوسط 170 دولار  والأدنى 50 دولار أمريكي.
فالسؤال فكيف لشخص دخله الشهري كما وضحت ، ولكنه على الواقع وصل إلى الثراء من المال وبناء العمارات والفلل وشراء السيارات الفخمة والفاخرة ناهيك عن السفريات في كل شهر بل وصل الأمر أن المسؤول بدأ بالتفكير لاقامة شركات كبيرة ومساهم في بنوك تجارية ...لخ
فهل يعلم ذلك المسؤول ان ما يحققه غير شرعي وقانوني والحساب سيكون عسير جدا في الدنيا والآخرة فهل يتعض ذلك المسؤول من التاريخ وقصص الأولين وهل يعرف انه مرهون في حياته وانه ممكن في اي لحظة يأتيه الاجل ولم ينفعه مال ولا بنون، فالسؤال هل الشعب يهمكم الذي كل يوم وهو يتجرع الجوع والحمى والفقر وهو بأمس الحاجة إليكم وكل يوم وهو يتطلع لأي بصيص امل، الا تستحوا عندما انتم وأبناءكم تعيشون في ثراء وراحة وشعوبكم في حالة يرثي لها العدو قبل الصديق . والله انها كارثة كبيرة جدا بحاكم تاجر أو حاكم بدون قرار .

اللهم اني بلغت اللهم جنبنا من شهوات الدنيا التي حرمها الله واهدنا إلى الصراط المستقيم يارب .

د. جمال قاسم المدعامي