آخر تحديث :الأحد - 22 ديسمبر 2024 - 08:01 ص

كتابات واقلام


الحوثي أصيب بالخرس السياسي الصاروخي

الأحد - 11 أغسطس 2024 - الساعة 07:32 م

خالد سلمان
بقلم: خالد سلمان - ارشيف الكاتب


لم يعد الحوثي معني بالرد على الإسرائيلي والدفاع عن مظلومية غزة والشعب المستضعف ، أمس السبت أكثر من مئة شهيد في مذبحة صلاة الفجر بغارة على مدرسة التابعين للنازحين ، صمت العالم إلا من إدانات ناعمة، في ما تمنت الإدارة الإمريكية تحييد المدنيين ، وهي أمنية دون مستوى الشجب والإدانة ، أما الحوثي فهو جزء من هذا الرياء الدولي ،يبيع الفلسطيني الشعارات وعينه على شعبيته في الداخل اليمني.
مرت المذبحة ولم يبعث الحوثي صواريخه الإنتقامية ، وكذلك لم تفعل إيران ،وبقي حزب الله منشغلاً بإدارة حسابات قواعد الإشتباك وإن تخطاها قليلاً أمس بإتجاه الجولان.
الفلسطيني ورقة سياسية الكل يستخدمها، وكلما إرتفع منسوب الضحايا كانت الأرباح السياسية للمشتغلين على المظلومية الفلسطينية أكثر، بحرف بوصلة الإهتمام من القضايا المحلية وتأجيل الإيفاء بها ، نحو القضية القومية للعرب والمركزية للمسلمين، فلا العرب مدوا يد العون الحقيقي لغزة ، ولا المسلمين غادروا الدعوة من منابر صلاة الجمعة للفلسطيني إلى ميدان المواجهة.
كل المواقف الغوغائية المراهقة لم توقف النزف الفلسطيني ،فلا جبهة الإسناد اللبنانية خففت من معاناة غزة ولكنها يقيناً دمرت لبنان ،وكذا حال اليمن لا جريح إسرائيلي ،ولكن لدينا عشرات القتلى ولا منشأة صهيونية دُمِرت ،ولكن الإسرائيلي نجح في إخراج أهم ميناء عن العمل لسنوات عدة، في بلد يطحنه الجوع وينتظر سفن الإغاثة ، وكل مايحدث جعجعة كلام وبيع شعارات ،وترك الفلسطيني يكابد قدره، وحيداً يلملم قتلاه ويذهب من موت إلى موت آخر، ملفوفاً بصخب وحدة محور المقاومة، وفلسطين من البحر إلى النهر والنجدة التي ستأتي ولا تأتي .
الآن تتجه الأنظار لمساومات دولية ،وثانية على مذبح القضية الفلسطينية ، الإيراني ينتظر مفاوضات الخميس لتهدئة حرب غزة، وتصديرها كنصر أستولده تهديد الحرس الثوري بالرد ، والمقايضة بعديد الملفات بما فيها رفع أو تخفيف العقوبات الدولية عن إيران ، والعودة لحوار الملف النووي مقابل طي ورقة التهديد بالرد على إغتيال هنية ، وإعتبار إسماعيل هبة من السماء أنزلت على طهران مائدة المكاسب.
الحوثي أصيب بالخرس السياسي الصاروخي ،لم يبعث مقذوفاته نحو تل أبيب إنتقاماً لمذبحة السبت ، صمت وترك لنا فسحة من الوقت حتى الخميس ، نستعد فيها لإطلالة (الزعيم) من تحت الأرض، ليوجهنا كيف نحتشد غداً الجمعة ،وكيف نموت ونجوع ونحترب من أجله ولا بأس من حشر إسم فلسطين.
الأنظار جميعها وتحديداً محور الزيف المقاوم، تتجه لجهود مصر وغيرها لإحلال تهدئة مؤقتة في غزة، تمثل خط رجعة وطوق نجاة للجميع، وكل طرف من المحور سيدّعي الفضل، بإجبار الإسرائيلي تحت ضغط وحدة الساحات ، على قبول هذه المساومة التسووية إلى حين، فالجميع عالق في المنتصف ولا أحد يمكن ان يُخرِج المحور من الحرش الشوكي الذي هو فيه ، سوى التضحية ثانية بالفلسطيني وإقناعه بالإكراه ،على قبول صفقة تمنح دمه قليلاً من الراحة، ولحمه المبعثر بين الشظايا فرصة اللملمة وإلتقاط الأنفاس ، قبل أن تعاود العسكرية الصهيونية سفكه مرة ثانية.
الحوثي لن يرسل برشاقات صاروخية إلى إسرائيل دفاعاً عن غزة ، فمن لاينتقم لأهل بيته في الحديدة ولايرد عنهم العدوان ، لايمكن ان يتشح بشرف الرد والدفاع عن قضية الأمة، مكتفياً بإبادتهم كل خميس بغثاء الخطابة .