آخر تحديث :الثلاثاء - 17 سبتمبر 2024 - 01:24 م

كتابات واقلام


لتمرير مشاريعهم التآمرية.. أصبحت وحدة وتماسك الانتقالي هدفهم الأول

الثلاثاء - 10 سبتمبر 2024 - الساعة 12:26 م

صالح شائف
بقلم: صالح شائف - ارشيف الكاتب


كل من يتابع بجدية وإهتمام لنشاط الإعلام المعادي؛ سيلاحظ إزدياد وتيرة الحملات الإعلامية المضللة؛ وأزدادت معها موجات الشائعات المغرضة وتعددت أشكالها وطرق بثها ومساحات فعلها؛ وجميعها موجهة ضد المجلس الانتقالي الجنوبي؛ وهي أولًا وأخيرًا تستهدف الجنوب وقضيته الوطنية؛ غير أن ترتيب الأولويات في هذه الحملات القائمة اليوم وبشكل محموم قد جرى تعديلها.

فقد تغيرت كثيرًا لدى هذه القوى وتحديدًا في الفترة الأخيرة؛ فقد أصبحت تستهدف وحدة وتماسك صفوف الإنتقالي على ما عداها من الأولويات الأخرى ولأسباب وأهداف معروفة؛ وجعلت من ذلك أولوية الأولويات في أجنداتها السياسية المعادية للمشروع الوطني الجنوبي؛ والذي يتصدره المجلس الانتقالي بحضوره الفاعل والمنظم وعلى مختلف الساحات والميادين.

ومن هذا المنطلق فإنهم يبحثون عن أي ثغرات ينفذون منها لإرباكه وخلخلة صفوفه وإشغاله بنفسه عبر إستغلال أية تباينات مهما كان حجمها؛ أو لسوء فهم وردود أفعال حصلت أو قد تحصل حول هذه القضية أو تلك؛ ومثل هذه الأمور واردة الحصول بكل تأكيد؛ ولكنها بعيدة كل البعد عن الخلافات التي يتمنون حدوثها؛ والمتعلقة بتعدد الآراء حول آليات العمل وطبيعة القرارات والإجراءات العملية المتخذة بشأن السياسات والمعالجات المطلوبة؛ ولكن لا خلاف حول الثوابت والأهداف الوطنية.

أن المسؤولية الوطنية تقتضي بالضرورة أن يحذر الجميع من مكائد أعداء الجنوب وخصوم الانتقالي على السواء؛ من الوقوع تحت تأثير هكذا حملات؛ وأن يتجاوز الجميع كل ذلك بوعي كامل وإدراك عميق لطبيعة المعركة التاريخية التي يخوضها الجنوب اليوم دفاعًا عن حريته ومستقبله.

وهو ما يتطلب الصبر والتحمل والنظر إلى الأبعد؛ وبرؤية إستراتيجية ثابتة لا تهزها المتغيرات الآنية أو المواقف العابرة؛ وألا تكون القناعات والتقديرات الشخصية للأمور سبباً لما هو أبعد وأخطر من ذلك؛ إن حصل وتمترس البعض فعلًا خلف مواقفهم أو وجهات نظرهم من هذه القضية أو تلك ودون تصويب أو مراجعة؛ وهو أمر لا نتمنى حدوثه بكل تأكيد ونثق بأنه لن يحدث؛ مهما حاول الخبثاء أن يوهموا هذا أو ذاك بأنهم يتفهمون موقفه وسيقفون معه؛ فهدفهم واضح ومفضوح وهو النيل من الانتقالي ككل ومشروع الجنوب الوطني؛ وليس حبًا بهذا أو كرهًا لآخر.

ولذلك فإننا نراهن على شعور الجميع بالمسؤولية الإستثنائية في هذه المرحلة المفصلية والخطيرة وعلى نحو غير مسبوق؛ وأن يتجه الإنتقالي وبصورة عاجلة لمواصلة الجهود الوطنية المخلصة الهادفة لحشد وتنظيم طاقات وقدرات الجنوب؛ ضمانًا لمواجهة التحديات والمخاطر وكل ما تطلبه عملية الدفاع عن الإستحقاقات الوطنية لشعبنا.

كما أن ذلك يتطلب مواصلة الحوار مع بقية القوى والشخصيات السياسية والإجتماعية الجنوبية؛ والمؤمنة بحق الجنوب باستعادة دولته وسيادته على أرضه؛ وبغض النظر عن رؤاها لكيفية الوصول لهذا الهدف الوطني العظيم؛ وعدم التوقف والإنتظار كثيرًا لأولئك الذين يبررون مواقفهم بحجج غير منطقية؛ بل وضرورة كشف تلك المواقف؛ فهم يجعلون منها هدفًا لإرباك الانتقالي ومحاولة إضعافه وعرقلة جهوده الهادفة للملمة الصفوف ووحدة جبهة الجنوب الداخلية.

إن المسؤولية الوطنية تقتضي أيضًا مواصلة الجهود بغية الوصول لصيغة وطنية متكاملة ونهائية مناسبة؛ وعلى قاعدة التوافق والوفاق الوطني والمسؤولية المشتركة والتنازلات المتبادلة؛ وهي مسؤولية وطنية عاجلة ولا تحتمل أبدًا التسويف والمناورات العقيمة بغية تعظيم المكاسب ( الشخصية والخاصة )؛ وعلى حساب الجنوب وقضيته ومستقبله.