آخر تحديث :الأربعاء - 18 سبتمبر 2024 - 12:19 ص

كتابات واقلام


خياران : أما أن نستسلم لآلة القتل الحوثية وإما أن نستعيد حقنا في الحياة

الخميس - 12 سبتمبر 2024 - الساعة 05:34 م

خالد سلمان
بقلم: خالد سلمان - ارشيف الكاتب


كل شيءٍ لديهم كربلاء ،يجرون المدن إلى القصف ثم يلطمون ويشقون الجيوب وهم القتلة ، يحزِّمون الأحياء السكنية بالصواريخ، يستدعون الإمريكي البريطاني للقصف كما حدث اليوم في منطقة الكامب بتعز ، ثم يقيمون من على منابرهم الإعلامية جلسات البكاء.
ماكان كل هذا سيحدث لليمن لو لم ينقلب الحوثي على السلطة، ويقدم بطائق دعوة لعسكرة البحار ، لجلب الأجنبي ونقل سيادة الممرات من الدول المطلة إلى الأساطيل المحتشدة ، ماكان لليمن أن يدفع ثمن سنوات عشر حرب نصف مليون قتيل ، ويثقل البيوت بالموتى والجرحى والمغيبين ، لو لم يجرنا الحوثي إلى إقتتال داخلي، وحالة مستمرة من تقطيع اللحمة الإجتماعية والقتل المتبادل، على قاعدة التكفير والتخوين وإدعاء إحتكار الحقيقة.
الحوثي هو والأجنبي على بسطة واحدة، الجميع يقتل الأول يستدعي حضور الثاني ، في ما الثاني يترك الحوثي حاكماً ليبرر تواجده، ويتفقان معاً على قتل وتدمير البلاد أحجاراً وبنى تحتية وبشراً.
هؤلاء الكربلائيون مدمنون سرادق عزاء، يمضون بالبلاد من موت إلى آخر، ومن مقتلة إلى مذبحة، حيناً ببنادقهم وأُخرى بشظايا صواريخ، تلاحق ثكناتهم المكتظة بين أحياء العُزّل.
الحوثي يقتلنا في غذائنا في أمننا وفي مستقبل أطفالنا ، الذين يعدهم لمحارقه في معسكراته الصيفية، وفي توسيع مشاعر الكراهية وبذر حروبه الدينية الراهنة والقادمة، وما لم ينهض هذا الشعب من رقاده ،سيمضي الحوثي بحروبه حتى آخر طفل لم يأتِ بعد، هو من غير حالة حرب مستمرة مجرد عدم .
خياران أما أن نستسلم لآلة القتل الحوثية ، وإما أن نستعيد حقنا في الحياة الحرة والمواطنة الواحدة ونقاوم.
لن نعيش هذه الكربلاء اليومية إلى مالانهاية، تعبنا من غزارة موتنا ، خذوا كربلاءكم بعيداً عن أرضنا مياهنا سماءنا، وغادروا إلى حيث شئتم خارج خبزنا وبراءة أطفالنا ودمنا .
أيها الطائفيون هذه البلاد ليست لكم.