آخر تحديث :السبت - 21 ديسمبر 2024 - 05:27 م

كتابات واقلام


في عيد المجد الأكتوبري .. ثبات القناعات وصمود المواقف

الإثنين - 14 أكتوبر 2024 - الساعة 11:20 ص

صالح شائف
بقلم: صالح شائف - ارشيف الكاتب


ستبقى ثورة ١٤ أكتوبر الخالدة في تاريخ ووجدان شعبنا الجنوبي العظيم؛ رمزًا للحرية والشموخ الوطني الذي يجسد أصالة وإرادة هذا الشعب العاشق للحرية؛ والمقاوم ببسالة لكل أشكال الظلم والطغيان والإستبداد؛ ومحطة للأمل المتجدد في النفوس عند كل عيد يحل علينا في ذكرى إنطلاقتها؛ وستبقى ثورة الجنوب الوطنية التحررية عنوانًا بارزاً ومضيئًا في طريق الكرامة والكبرياء الوطني؛ الموشح بالصمود والثبات والتضحيات من أجل استعادة دولته الوطنية المستقلة؛ التي رفرف علمها عاليًا ولأول مرة في ٣٠ نوفمبر عام ١٩٦٧م؛ عند قيام أول دولة وطنية مستقلة في كل تاريخه الممتد؛ وعلى كامل جغرافيته الممتدة من جزيرة سقطرى جنوب شرق خليج عدن والواقعة عند نقطة الإلتقاء بين البحر العربي والمحيط الهندي؛ ومن المهرة شرقًا وحتى جزيرة ميون وباب المندب غربًا.

لقد بقت ثورة ١٤ أكتوبر حية في الضمير الوطني الجمعي لشعبنا رغم كل الظروف التي تعرضت لها مسيرة الثورة والاستقلال من مؤامرات وحصار جائر؛ ومحاولات عدوانية عديدة لإسقاط دولة الاستقلال الوليدة من قبل دول الجوار الشقيق؛ وما تعرضت له كذلك من أخطاء وخطايا وإنتكاسات صارت اليوم في ذمة التاريخ؛ غير أنها شكلت بمثلها وأهدافها ومنجزاتها التاريخية التي تحققت وفي مختلف مجالات الحياة؛ شعلة متوهجة في مسيرة الأجيال المتعاقبة من أحرار وحرائر الجنوب الذين يواصلون اليوم طريق المجد في اللحظة التاريخية الراهنة حتى استعادة كامل الحق الجنوبي وبكل أبعاده ومضامينه؛ وطنيًا وسياسيًا وتاريخيًا.

فثورة ١٤ أكتوبر قد شكلت حدثًا عظيمًا ومفصليًا في تاريخ شعبنا؛ ولم تكن فعلًا عابرًا أو هامشيًا يمكن شطبه أو تجاوزه أو القفز عليه؛ ولذلك فهي حية وباقية وستبقى تاجًا لامعًا يزين جبين التاريخ الكفاحي لشعبنا العظيم؛ وتراثًا وطنيًا خالدًا في سجل أمجاده؛ يفخر ويفاخر به رغم تقلبات الزمن؛ ولن يسمح لأي كان من الإساءة أو المساس بأرثه الوطني وبأي صورة كانت؛ وما تجدد الإحتفاء الوطني بها كل عام غير التأكيد على إعتزاز شعبنا بها وبروح الدفاع الواعي عن هذا المنجز الوطني التاريخي.