آخر تحديث :السبت - 19 أكتوبر 2024 - 09:28 م

كتابات واقلام


جزيرة سقطرى موقع استراتيجي يتطلب الاهتمام

السبت - 19 أكتوبر 2024 - الساعة 08:24 م

متعب بلحاف المهري
بقلم: متعب بلحاف المهري - ارشيف الكاتب


خلال الفترة الأخيرة نتابع اهتمام واسع وكبير بالجزر الجنوبية وتحديداً جزيرة أرخبيل سقطرى، وهذا يتطلب منا التعاطي معه بإيجابية، تعيد لسقطرى مكانتها وترتقي بها نحو الأفضل كواجهة سياحية عالمية.
ولعل ما يحدث اليوم من اهتمام بهذه الجزر يذكرنا باهتمام الدولي والإقليمي بعد حرب اكتوبر 1973 بسبب الموقف المشرف والقوي الذي اتخذته جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (دولة الجنوب) حينها بإغلاق مضيق باب المندب في وجه السفن الإسرائيلية بالتعاون مع جمهورية مصر العربية وجمهورية اليمن، ولكن هذا الاهتمام لم يحدث شيء سوى بعض التحصينات العادية وفقاً لإمكانية دولة الجنوب المتاحة حينها، والتي تلقت عروض من عدة دول إقليمية وعالمية من أجل إنشاء قواعد عسكرية ولكنها رفضت وذلك حفاظاً على السيادة والاستقلالية، إلى أن هذا الرفض لا يعني عدم التعاون في تعزيز التعاون الثنائي لما فيه مصلحة الجميع حاضراً ومستقبلاً.
تاريخياً كانت سقطرى مطمعا للقوى الاستعمارية فقد تعرضت هذه الجزيرة للغزاة عبر تاريخها من البرتغاليين والبريطانيين والهولنديين وغيرهم، ونذكر هنا بأن القائد المقاوم (محمد بن عامر بن طوعري بن عفرار المهري ) استشهد وهو يدافع عن سقطرى، حين تصدى ومقاتلوه لأول محاولة استعمارية في القرن السادس عشر لاحتلال الجزيرة وأبلى بلاء حسنا حتى استشهد مع أكثر من مائة وخمسة وعشرين رفضوا الاستلام والهدنة مع العدو، ولم يبق منهم الا رجلاً اعمى حيث بقي متخبئاً في أحد أركان القلعة، وعندما أمسكوا به سألوه: لماذا لم تخرج؟ هل أنت أعمى؟ فقال لهم: نعم إنني أعمى، ولكنني أرى شئ واحداً وهو الطريق المؤدي إلى الحرية.
إن شعبنا حريص على علاقات جيدة مع جيرانه ومع كافة الدول الإقليمية والدولية بما يخدم أمنه واستقراره وسيادته على أراضية وهذه الجزر وغيرها التي يزيد عددها عن مئة جزيرة ليست بحاجة لقواعد عسكرية ولكن من الممكن في المستقبل أن تصلح للسياحة والاستثمار كجزيرة سقطرى التي تتمتع بمناخ معتدل وشواطئ رملية ساحرة وشجرة دم الاخوين والحيوانات والنباتات والزهور النادرة والمغارات إن هناك شركات كثيرة ترغب بالاستثمار في الجزيرة ما الذي يمنع؟ ممكن دراسة العرضين واختيار الأنسب ما حصل.

وبعد هذا الاستعراض أود أن أطرح بعض النقاط بشأن جزيرة سقطرى وذلك على النحو التالي:-
أ‌-افتتاح وكالات ارشاد سياحية معتمدة من قبل الدولة ويكونوا تحت أطار الدولة وحاصلين على التصاريح من وزارة السياحة
ب‌- العمل حالياً ومستقبلاً على انشاء المطارات والموانئ والطرقات والفنادق والشاليهات والمنتجعات السياحية وتجهيزات الغوص وركوب الأمواج والزوارق والصيد وتجهيز المحميات الجبلية بالاستراحات وغير ذلك.
ت‌-الاهتمام في برامج تنموية للحفاظ على الجزيرة كمحمية طبيعية في إطار برنامج الأنسان ومحيطة الحيوي
ث‌-الاهتمام وحماية التنوع البيولوجي في الجزيرة في ظل زياده النمو السكاني وزيارة السواح للجزيرة خلال الفترة الحالية والمستقبلية
ج‌-تنفيذ مشروعات حماية الأنواع والمواقع الحساسة بيئياً بما يكفل استدامة التنمية بشكل متوازن في ضل معادلة صعبة للحفاظ على. مناطق محميات الطبيعية
ح‌-وبهذه المعادلة يشكل الإنسان المقيم في الجزيرة أو الوافد إليها أهم عنصر حيث يعطي بعــداً خاصاً لأهمية التكامل بين عناصر الحياة المختلفة ، وبذلك يمكن أن يعيش في مستوى حضاري جيد إذا ما أجاد التعامل المتوازن بين مطالبه الحياتية وصيانة طبيعة وبيئة الجزيرة من الدمار
خ‌- تشجيع المستثمرين من كافة انحاء البلد من اجمل الاستثمار في الجزيرة
د‌-بناء وعمل مشروع الحدائق الحيوانية كون الجزيرة تحتوي على حيوانات متنوعه وكثيرة
ذ‌-انشاء مخميات على الكهوف في سقطرى، للحفاظ عليها من المخاطر التي تسببها عوامل التعرية الطبيعية.
ر‌-جلب الشركات المتخصصة في تزيين الشواطئ وبناء منتجعات فيه مناسبة للاسترخاء والاستمتاع بالمناظر الطبيعية مثل المياه الفيروزية والشاطئ الرملي الأبيض. أو للسباحة في البحر أو التسلق على الجبال القريبة من الشواطئ

الخاتمة
ونحن نناشد الأشقاء والأصدقاء اليوم بالاهتمام بالاستثمار في جزر سقطرى بما يعود بالفائدة على الجميع وتساهم في أمن واستقرار اليمن والمنطقة فاليمن بحاجة اليوم إلى وقف الحرب والى الأمن والاستقرار والإعمار واستثمار خيراته وثرواته بعد الصراعات والحروب التي مر بها لأن استقرار اليمن هو استقرار للمنطقة والعالم.