آخر تحديث :الثلاثاء - 22 أكتوبر 2024 - 01:58 ص

كتابات واقلام


قطر .. الخطر الأكبر

الإثنين - 21 أكتوبر 2024 - الساعة 07:20 م

احمد سعيد كرامة
بقلم: احمد سعيد كرامة - ارشيف الكاتب


من اليمن إلى مصر إلى سوريا وليبيا والسودان وغيرها من البلدان العربية تحديدا ، ستجد أن قطر هي القاسم المشترك الأول أو الأوحد فيما وصلت إليه تلك الدول من وضع أمني وعسكري ومعيشي واقتصادي وخدماتي واجتماعي كارثي ومأساوي .

تدخل سافر تخريبي بشؤون تلك الدول وغيرها أدى إلى إنهيار غالبية تلك الدول وصمود القليل منها في وجه مؤامرات ودسائس قطر الخطر الأكبر ، ستدعم حماس والإخوان وإيران وحزب الله ومليشيا الحوثي ، وستتوسط مع عدوهم الإسرائيلي بنفس الوقت ، في تناقض مريب وغريب بين مكونات سنية وأخرى شيعية متطرفة .

لا مشروع حضاري تنموي إنساني تقدمه خارج حدودها ، بل تآمري تدميري فقط ، هي متهمة اليوم رغم محاولاتها المتكررة والمستميته لانقاذ ما يمكن انقاذه من سمعتها ومكانتها لدى الإقليم والعالم من خلال النأي بنفسها من الاتهام الإسرائيلي والأمريكي القادم ، بأنها من شيدت مدن وأنفاق وسراديب حزب الله اللبناني بالضاحية الجنوبية في بيروت .

بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان وتدمير الضاحية الجنوبية في 2006 مولت قطر عبر أميرها حمد آل ثاني إعمار الضاحية وجنوب لبنان ، وبالتالي هي المسؤولة عن دعم الثلث المعطل الذي أوصل لبنان إلى ماهي عليه منذ أغتيال رفيق الحريري .

تدخلت مباشرة بالحروب الستة التي خاضها الرئيس الراحل عفاش ومليشيا الحوثي عندما رأت أن المليشيا على وشك الهزيمة والسقوط ، مستغلة نقطة ضعف الراحل العطاء بسخاء ، إلى أن أدرك الراحل خطرها واشترط عدم التوقيع على المبادرة الخليجية إلا بعد إستثناء قطر وعدم تدخلها بالشأن اليمني .

لا ننسى التدخل القطري السافر بالشأن السوري من التحريض الإعلامي على مدار الساعة عبر قناة الجزيرة ، إلى الاعترافات المتلفزة لرئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم أنهم سلموا الملف السوري إلى السعودية ، وطلب الأمير بندر بن سلطان 2 تريليونات دولار للقضاء على بشار الأسد .

والكل يعلم نهاية الجيش السوري الحر وقادته في فنادق الرياض أسوة بالشرعية اليمنية المهترئة المنهزمة وغيرها ، أرادت قطر من دعم الخراب العربي أن يكون لها اليد الطولى على تلك الأنظمة الإخوانية الصاعدة إذا نجح المخطط وسقطت الأنظمة السابقة .

البعض قد يسأل لماذا تحولت الإمارات العربية المتحدة من السلام إلى الحرب ، وما سبب عدائها الشديد لتنظيم الإخوان المسلمين على مستوى العالم ، الإمارات كانت ضحية لمؤامرة قلب نظام الحكم من قبل تنظيم الإخوان الدولي ( اعترافات اخوان الإمارات باليوتيوب ) ، والسبب يعود إلى حاجة التنظيم إلى موارد مالية ضخمة لاستكمال مشروعهم التدميري لباقي الدول العربية ثم الإسلامية ، وقد أستثنت السعودية من هذا المخطط مؤقتا ، لكي لا تحدث ثورة إسلامية مضادة للإخوان بأسم حماية المقدسات .

وفرت قطر الدعم المالي واللوجستي لإخوان الإمارات والمنتمين للتنظيم من الجاليات العربية المقيمة بالإمارات وتحديدا في أبوظبي العاصمة ، وتم عمل دورات تدريبية وتوعوية في ضواحي أبوظبي وتحديدا في عدد من المزارع والمناطق الصحراوية النائية ، وعندما كشف المخطط قبل ساعة الصفر هرب العديد منهم إلى قطر وقبض على البعض منهم وحوكم .

تحولت بعدها الإمارات إلى إستراتيجية الهجوم أنجح وأنجع وسيلة للدفاع ، أتمنى من القيادة الإماراتية أن تتجاوز تلك الصدمة والمرحلة وتداعياتها ، بسبب أن تنظيم الإخوان الدولي يعاني من الخسائر البشرية والمعنوية والتنظيمية والمادية الفادحة ، وفقد تأثيره وزخمة بسبب تصاعد مكونات وأحزاب وتنظيمات مناوئة له جراء الحروب والصراعات والأزمات التي سببها التنظيم خلال الخراب العربي .