آخر تحديث :الخميس - 21 نوفمبر 2024 - 10:43 م

كتابات واقلام


تفقدوا القائمة قبل الكسوف

السبت - 26 أكتوبر 2024 - الساعة 01:44 م

سعيد أحمد بن اسحاق *
بقلم: سعيد أحمد بن اسحاق * - ارشيف الكاتب


تعددت اعلامك ياوطن وتعددت تصاويرك، وتقلبت أمورك ، وتخبطت قراراتك، وتصادمت أحكامك ، وزاد اللغط، وكثرت فيك المنافذ وبعدت عنك الرؤى وضعف البصر، ونصبت خيم العيون وغرقت بالمياه الزرقاء والبيضاء برغم السواد التي عتمت الحياة، فقلت الحيلة بصرف المياه الراكدة عند البشر، و البحث بين دهاليز المنغصات، مما زادت وعورة الارض فوق ما يطاق وتتصور، وتهدمت ما بالقلوب من بنيان وتشققت، فأي سيل أتانا ومن اي واد رفد..

فأقبل؟ جرف معظم ما نقتاته، ولم يبق إلا مانذر، وجرف من الاعالي صخورا على الناس هوت.. صرنا نتحاكى عن ماض ولى كنا نلومه، ونبكي الحاضر ونسخط على بعضنا بعضا، بتوزيع اللوم والتهم، ونتخاطف السلل حيثما وقع؛ولا تهمنا الصلاحية ولا الصلاحيات لمن؛ ونقفز الرقاب بإسم الوطن والولاء الطبقي والقبلي والنسب: بأقوام زكمت الانوف بجلود القعود، وصدعت الرؤوس عند القعود، بلا حلول غير الكلام في كل مرة حيث يحلى الكلام والتصفيق والمديح ونطيح الخشوم، و بكل البقاع تتكرر المشاهد وتلوح حيثما تكون.. دخلت الديار بلا إستئذان، قبل طرق أبواب الديار لنأوى إليها لعلنا نستريح ، فإذا بالمتداولين يسابقونا من داخل البيت فأنا لك بالهروب؟ فذاك خبير وآخر محلل سياسي كبير، وذا مستشار يشار إليه لوضع الحلول وذاك صاحب قرار للقرار في جعبته جاهز ..اجتماعات بلا إعلان في كل سوق وساحة، وفي مسجد كل حارة لا تنتهي، بلا توصيات ولا موضوع محدد، يشار إليه بالبنان، فماذا نريد وماذا يراد.. ضياع وبلاء أبتلينا به، بالاصل والنسب ونداءات بلا هدف.. شعارات ومبادئ لا تحملها ملف؛؛ في اكبر أكذوبة بإسم التكاتف لصناعة التشرذم ولبناء الذات الطبقية على طريق المسار المدرجي لاجل الصعود على أكتاف الأخر الآمن والمهلك المتعب!! لتصعيد الاخ على اخيه بإسم الحقوق بالأحجار تستقبل وللأملاك تدمر، ولا يهم الخاص أو العام منه كنا بالامس نطلبه، وبإغلاق المعابر أو لتلك المنافذ..ما هكذا والله تتم المطالب و
ما هكذا تنزع الحقوق بتدمير الحقوق.. فالحقوق عامة للجميع، فليست مقتصرة على فئة معينة دون غيرها، وليست لجانب معين بعينه، وانما الخدماتية أجمعها وجوب الحفاظ عليها والدفاع عنها، وليس فصلها وكل يتجزأ من بعضها بعضا، ومراعاة الاخ لأخيه وجوب؛ لا بالخروج عنها بسلوكيات تتنافى مع المطالب العامة وتتطابق مع مانريده ونحققه. لا مع مايريده الطامعون لبلادنا لتفريق الصف وللمزيد من المعاناة. فكيف بالله تكون المطالبة بالكهرباء وأنت تحاول حرق ما تبقى فيها؟ وكيف نعمل على توحيد الكلمة والتكاتف وهناك من يرمي الحجارة على بني جنسه فماذا استفدت عند سقوط أخيك مضرجا بدمائه يحمل بسيارة الاسعاف لاسعافه أو قد يموت وييتم اولاده وترمل زوجته أو من تكسر زجاج سيارته وتنهب أمواله أو تدمر في ظل ظروف صعبة وقاسية على الجميع..لا ينفع الندم حينها؛ خاصة بعدما يكتشف انه جاره او قريب منه او صديق وزميل دراسته؟ ولماذا لا يتم مراعاة الصحة والبيئة التي تعيشها من آثار السموم الضارة الناتجة من حرق اطارات السيارات بالشوارع ؟ فهل ترى في هذا السلوك تماشيا مع المطالب؟ أم انها لغايات لتنفيذ مطالب وأجندات أخرى؟
أسئلة تفرض نفسها على واقعنا القسري، وعلى وطن ميدانا للصراع والحروب، ووضع خارج إرادتنا، وحصار بقرار أممي لا نملكه.
علينا أن نمعن النظر جيدا وندقق فيه لنستخدم العقول لنتمكن من التفكير نحو الغاية التي تؤدي الى التكاتف الحقيقي والصوت الواحد للوصول الى مانطلب تحقيقه لاستعادة الدولة.. ومن تملك الارض تملك القيادة و السيادة والاستقلال والقرار نحو البناء والتنمية والنهوض..
تفقدوا القائمة، فكل العرب فاهمة، فاليوم يوم الهمم، هذا المهم والأهم، أمور جم هامة، ضاعت وسط ذا الزخم، وانت أفهم يافهيم.. كما قالاه الشاعرين عمر بن أحمد الحبشي وعمر سلمان.
ماذا أعددنا للقادم.. ان العدو يجهز نفسه ويعلن، ونحن هنا ندمر بعضنا.. فمتى نفهم المرحلة وما يخطط لنا في ظل الصراع بين الدول؟