آخر تحديث :الأحد - 22 ديسمبر 2024 - 08:01 ص

كتابات واقلام


نحن أمام مفترق طريق

الجمعة - 01 نوفمبر 2024 - الساعة 04:06 م

خالد سلمان
بقلم: خالد سلمان - ارشيف الكاتب


‏ليندركينج : مليشيا الحوثي ضاعفت إتصالاتها مع جهات خبيثة ،ووسعت علاقتها بحركة الشباب الصومالي ، والجماعة صارت أكثر إمتثالاً لأوامر إيران، “وول ستريت جورنال”: الضربات الإسرائيلية لحلفاء إيران لم تصل بعد إلى الحوثي.
عناوين هذا اليوم تسلط الضوء على خطر جماعة، أغلقت كل السبل أمام محاولة إدماجها في مشروع التسوية، وأعلنت نفسها جسماً نافراً عن جهود السلام ،وعقدة منشار في عملية نقل الصراع في اليمن من المسلح إلى المسار التفاوضي.
لم يعد الحوثي في ترتيبات المنطقة مجرد لاعباً ثانوياً بل رئيساً ، يمر إضعاف إيران عبر بتر هذا الجزء ،الذي يتفاقم دوره ليصبح الخطر الأول على لمصالح الدولية ، والأداة الأهم لطهران حتى مقارنة بحزب الله لدخولها إلى غرفة رسم الخرائط ،وحجز مقعداً لها على طاولة تقاسم مجالات النفوذ وتوزيع الحصص.
الحوثيون تحولوا من مقاتلين يرتدون الصنادل، إلى نجوم موسيقى الروك في نظر السياسة الإيرانية ،حسب وصف صحيفة وول ستريت ، وبالتالي ،أصبحت الحوثية طرفاً وازناً، ورغم حالة الضعف الذي يعتري مصادر ضخ السلاح لجسمها العسكري، إلا إنها لازالت تقوم بدور المعطل للجهد الإقليمي الدولي، واجب إزاحته حرباً بعد أن فشلت خيارات الإحتواء بالسياسة وتقديم الحوافز.
في مقاربة دولية لمنطقة المصالح الإستراتيجية الغربية الإمريكية، لا مكان للأدوات الطائفية ، وإن تفكيك هذه الرقعة الجغرافية وتركيب أجزائها بإضعاف طهران، لابد وأن يمر من اليمن بعد ان اصبح حزب الله ماضياً ورقماً خارج التعاطي ، حتى لجهة التحشيد السياسي المعنوي في الشارع العربي ، لخطاب إيران الملفوف بزيف مقاومة إسرائيل والدفاع عن الأقصى.
بالعودة لقلق واشنطن على لسان مبعوثها ، فإن الحوثي هو الخط المتقدم لإيران، ومساحات حركته تماهت مع التطرف الديني داخل وخارج اليمن ، وإن تهديداته باتت تطال القواعد الإمريكية ومناطق المصالح، حيناً عبر الإنطلاق من اليمن مباشرة ، وأخرى عبر حركة الشباب الصومالي وفروع القاعدة ،وتسليم هذه الجماعات الإرهابية لسلاح نوعي بعيد المدى، يكمل طوق حصار ممرات الملاحة الدولية ،حد ضرب القواعد في جيبوتي وإفريقيا، وتهديد أوروبا عبر الخلايا النائمة .
القرار المتخذ هو ضرورة وقف الموسيقى على راقص الروك الحوثي ، وإعادته إلى بداياته بالصنادل الجبلية والسلاح الفردي، وإن لا رسم منخفض لحجم إيران الإقليمي ،مالم يمر عبر إقصاء الحوثي اولاً ، وإعتبار اليمن بوابة إجبارية لترسيم حدود المصالح.
“وول ستريت” تغمز من قناة خفية بإن الحوثي لم يُضرب بعد من إسرائيل في إشارة إن القادم جهنمي يشبه وربما يفوق مايحدث لحزب الله ، وكينج بدوره يرفع سقف الخطر الحوثي ، وسياقات الجهود الداخلية تمضي نحو المزيد من التقارب في المواقف، حد الإقرار إن الحوثي يهدد الجميع بلا إستثناءات ، في ما الحوثي وهو يرى إنفلات زمام المبادرة من يدة ، ربما يقدم على خطوة هروبية إلى الأمام ، تبدأ بفعل عسكري رمزي لإستعادة مديرتي الحديدة الخارجة عن سيطرته ، وقد يذهب بعيداً نحو مأرب والمناطق المحررة ،حال شعر إن قراراً دولياً بإزحته قد دخل حيز التنفيذ ، وإن الداخل اليمني والموانئ الخليجية والمطارات والمنشآت الحيوية وآبار النفط ،جميعها بنك أهداف ضاغطة يتم إنتقائها لتعطيل حسم الصراع بالقوة، وإطالة أمد حكم الحوثي.
نحن أمام مفترق طريق : أما حوثي إلى زوال بفعل المتغير الإقليمي الدولي ووحدة الداخل ، أو حوثي باق ويتمدد على خلفية الإستثمار في غياب وحدة الصف المقاوم لمشروعه المتخلف، إن لم يتم رص الصفوف وسد الخلل.
قريباً بقرار دولي ستُقطع الموسيقى عن راقص الروك الحوثي، ستسقط نجوميته ، ويصبح مطارداً من قتلاه ، يحمل على كاهله جريمة إستدعاء الأجنبي وتدمير بلداً ، ووزر دم نصف مليون ضحية.