آخر تحديث :السبت - 21 ديسمبر 2024 - 07:23 م

كتابات واقلام


تحويل التعليم إلى مهنة .. يحمي أبنائنا

الإثنين - 23 أكتوبر 2017 - الساعة 03:08 م

منصور نور
بقلم: منصور نور - ارشيف الكاتب


عندما بدأت مخرجات التعليم في كليات التربية ودور المعلمين، تنخفض مستوياتها التعليمية قبل ثلاثين سنة، وكانت وزارة التربية والتعليم مضطرة لاستيعاب الكم الكبير من هذه المخرجات، انعكست بنتائجها السلبية على مستوى التحصيل الدراسي لدى التلاميذ في المدارس الحكومية والخاصة. وكان الرعيل الثاني من التربويين أمثال المربي القدير عبده علي بعيصي كمدير مدرسة ، يواجه مصاعب جمة في كيفية ترويض الجيش الجرار من المدرسين والمدرسات الجدد، و ازدادت المعاناة بسبب سوء تصرف بعضهم مع الرسالة النبيلة للمعلم وخاصة ممن أساؤوا إلى مهنة المعلم ، فقال البعيصي مقولته الشهيرة " هارب من التكنيس إلى التدريس " ! اليوم .. بعض المعلمين والمعلمات يخشون توجهات وزارة التربية والتعليم ، وعلى رأس قيادتها الأستاذ الدكتور عبدالله سالم لملس وزير التربية والتعليم ، لأنه حرص منذ توليه هذه المسؤولية الوطنية، العمل على تحقيق توجهات الوزارة ومنها التوجه الرابع ، الذي تتطلع من خلاله أن تتحول وظيفة التدريس إلى مهنة لا تمنح لقب معلم أو معلمة إلا بإجتياز الاختبارات ، والتي بموجب نتائجها تمنح المعلم أو المعلمة رخصة مزاولة مهنة التعليم. وهذا التوجه الرابع إذا طبق بالاستفادة من تجارب التربية والتعليم في البلدان التي تطورت بفضل الاهتمام وتحديث التعليم ، من المؤكد قد بدأ يزعج بعض المحسوبين على المعلمين والمعلمات ويثير مخاوفهم من اﻻختبارات والمفاضلة للحصول على ترخيص مزاولة مهنة التعليم ، و لإن نجاح تطبيق هذا التوجه ستتبعه اختبارات أخرى كل ثلاثة أو خمسة سنوات للتحقق من السلوك الأخلاقي والاكتساب العلمي المعرفي والقدرة النفسية واللياقة الصحية لترقية المعلم كمعلم أنموذجي ومعلم أول ، ثان ، ثالث ، وأيضا لتجديد رخصة مزاولته لمهنة المعلم وفق نتائجه في الاختبارات. وما يبعث على القلق والجنون لدى البعض ، اصرار قيادة وزارة التربية والتعليم ، على تنفيذ هذه التوجهات الوزارية لتأمين تحديث وتطوير المنهج التعليمي ، الفني ، المهني و طرق وأساليب التدريس ، من أجل الارتقاء بمستوى التعليم ومخرجاته والعمل الجمعي للقضاء على العديد من الظواهر السلبية التي أضعفت حاصدات ونتائج مستويات التربية والتعليم في بلادنا ، إضافة إلى استعادة مكانة المعلم المشرفة داخل المجتمع. وهو ما يتطلع إليه الشرفاء لرد الاعتبار إلى المعلم الشريف، المخلص لرسالته المقدسة وحماية ابنائنا من الجهلاء والدخلاء التي لا تنطبق عليهم معايير مهنة المعلم والمكتسبة لديهم كدرجة وظيفة لا أقل ولا أكثر ! ، وما يتمناه الكل بأن يكون المعلم والمعلمة نسخة نموذجية لرواد التعليم الأفاضل - رحمة الله عليهم - والذين كرسوا جل جهودهم و أوقاتهم لأداء رسالتهم التربوية التعليمية وفي أصعب الظروف وأفقر البيئات وبأجور زهيدة جدا" ، وكانوا بالأمس حقا" ، روادا" لحركة التنوير والتعليم والمعرفة والادب والفنون في بلادنا ، إلى جانب حفاظهم على مقامهم الرفيع واستقامتهم في بيوتهم وأمام تلاميذهم داخل المدرسة وفي الشارع وأمام مؤسسة المجتمع كلها .