آخر تحديث :السبت - 21 ديسمبر 2024 - 06:44 م

كتابات واقلام


الرقابة على الكتابة عملية اغتصاب

الأحد - 24 يناير 2016 - الساعة 01:20 ص

رعد الريمي
بقلم: رعد الريمي - ارشيف الكاتب


أن تولد كاتباً في مدينة ما في أصقاع الأرض، فإن هذا شي مدعاة للفخر جداً جدا عالمياً طبعاً ؛ولكن عربياً فإن الأمر يختلف بكل تأكيد فعربياً فهذا يعني أنك بت تمتلك خاصية تقارب خاصية العلكة (اللبان -الشنجم) من صعوبة الذوبان والتلاشي، بما انك قاربت هذه السلعة يا رفيقي المُفتَخر يجب أن تقبل ببقية الصفات لهذه السلعة - فقبول بعض ورفض بعض ترف اجتماعي لا يقبله مجتمعي المحترم ليس كلهم ولكن بعض !!- وهي أن تتحول أنت أيضاً إلى مادة غير قابلة للانتهاء من أفواه الناس وهذا ما تشير إليه الأرقام الصادرة من الخلايا المزروعة في الفم والثاعبة لقطرات الريق بحكم ما تولد بينكما من علاقة نتيجة التقارب ووجود بالقرب منها فترة أطول . فنحن نعيش في مجتمع يواري الحقائق ويسميها بغير مسمياتها وإليك بعض هذه المواربات : • الانتقاد .... في ديوان مكتظ بالرجال أو في قاعة خلت من الثقل الاجتماعي ينبس أحدهم بهذه المقدمة الطللية الآثمة التي طالما ما سمعتها إلا وأمسكت على أذنيَ لأنها تنبأ بعربجي يحاول خلع مزلاج الاحترام بقوله : يروقني هذا الكاتب جدا،وأشعر انه يناقش كثيراً من القضايا التي احتاجها ؛ولكن لي ملاحظات علية ... ثم يسترسل ويأتي على صفاتك الخَلقة ،والخُلقية ،واسمك الذي لا دخل لك به ، وكذا لونك، وعنوانك، وشكلك، وحياتك العامة والخاصة، حتى حاجتك الخاصة –لا أدري كيف شاهدها ولكنه واقع يا قارئي العزيز- وكذا كل ماله صله حتى جارك الذي قدراً سكن بجانبك يتحول هو الآخر إلى شخص مُنتقد مسبوب... وما ذلك إلا لأننا نمارس ما أسميه " .بزنا النجاح. لذا تقول أحدى الشاعرات :أجل ،لا يزال عرب كثيرون يتحدثون عن "طهر"الأدب وفضيلته، بينما يحرمون الكُتٌاب حرية التعبير. هل ثمة عهر أكثر فظاعة من حرمان الكاتب كلماته؟ فلنسم الأشياء بأسمائها : الرقابة عملية اغتصاب .