آخر تحديث :السبت - 21 ديسمبر 2024 - 07:12 م

كتابات واقلام


ايرباص "اليمنية".. طائرة الموت!

الإثنين - 01 يوليه 2019 - الساعة 12:39 ص

منصور نور
بقلم: منصور نور - ارشيف الكاتب


كشفت حادثة طائرة (الايرباص A310) التابعة لشركة الخطوط الجوية #اليمنية في #مطار_القاهرة_الدولي صباح الأحد الموافق 30 يونيو، مدى الفساد والاستهتار في هذه الشركة بأرواح الناس، ولكن برعاية الله وحفظه، أعادها ربان الطائرة باقتدار وحنكة خبرته إلى المهبط بعد إقلاعها في أقل من (22) دقيقة، ليجنب كل من كان يستقلها كارثة الموت المحقق! ويعيدهم بسلام إلى مدرج الهبوط، بعد أن شهدوا الرعب والهلع في نفوسهم، ويعلم الله ما سيفضي ذلك المشهد من انعكاسات نفسية ومرضية على حياة الركاب، وما سيعكس من مخاوف وقلق على الركاب الآخرين.. غدًا، بعد أن تدهورت سمعت الخطوط اليمنية وبلغت الحضيض!!

لقد كشفت هذه الحادثة، حجم اللا مسؤولية التي تمارسها قيادة الخطوط الجوية اليمنية مع الناس وتماديها في إهدار سمعة الشركة، وتورطها في صفقة مشبوهة لشراء طائرة الايرباص المتهالكة والتي انتهى زمنها الافتراضي لساعات الطيران وهي من طراز الطائرات التي تتجنب كبرى شركات الطيران العالمية إدراجها ضمن اسطولها الجوي لنقل الركاب! وقد شهدت طائرات (الايرباص A310) الكثير من حوادث سقوطها الكارثي في أماكن متفرقة من العالم في السنوات الماضية.

أن هذه الصفقة الكارثية والحادثة المرعبة، التي حصلت كانت من الممكن أن تؤدي بحياة طاقم الطائرة و ركابها إلى الموت الكارثي، وإذا أستمر وضع شركة الخطوط الجوية اليمنية وبهكذا طائرات غير مأمونة لربما ستكون هناك كوارث طيران سببه فشل قيادة وزارة النقل وقيادة الخطوط اليمنية في أداء مهامها واخفاقها في الحفاظ على سمعة "اليمنية" وحماية أرواح الناس، ولنا أن نتخيل حجم الكارثة اذا سقطت الطائرة (الايرباص A310) عقب اقلاعها على مناطق آهلة بالسكان وبموتهم الشنيع مع كل طاقم الطائرة و ركابها.

إنّ هذه الفضيحة التي عرّت ونزعت القناع عن أساليب تعامل "اليمنية" مع البشر والتي ينبغي توفير كل الحماية لأرواح الناس واكتشاف أي خلل فني قبل الاقلاع والطيران، وهنا يتوجب على معالي دولة رئيس الوزراء المهندس معين عبدالملك، الوقوف أمام قيادة وزارة النقل وقيادة الخطوط اليمنية بجرم الإهمال العبثي الذي لربما كان سيسبب موت المئات من ركاب الطائرة وكذا (السماسرة) المتورطين في صفقة شراء طائرة (الايرباص A310) وإحالتهم إلى التحقيق قبل إقالتهم من مناصبهم الرفيعة وتحويل ملفاتهم إلى المحكمة المختصة بالقضايا الجسيمة، وإلى هنا يكفي ما لحق بشركة الخطوط الجوية اليمنية من خراب وفساد خلال السنوات الثلاث الماضية.. وهذا سيفرض أيضًا فتح كل ملفات الفساد وإهدار المال العام في كافة المؤسسات الواقعة تحت سلطة وزارة النقل، ومحاسبة كل الفاسدين الكبار ، مهما كانت مناصبهم الرفيعة.

إن حادثة (الايرباص A310) المتهالكة، التي حدثت يوم الأحد 30 يونيو، يجب ألا تمرّ على طاولة رئيس الوزراء وكأن شيئًا لم يكن، لأن السكوت عنها سيفضي إلى وقوع كارثة أسوأ وأكثر ألمًا وحزنًا، وقد يتسبب ذلك في إنهيار وسقوط حكومتكم، وليبدأ رئيس الوزراء بمحاسبة أكبر قيادي في هرم وزارة النقل والخطوط الجوية اليمنية، لأن هذا الموضوع الفاضح لا ينبغي السكوت عليه أبدًا.. أبدًا.. !! ولا داعٍ لتشكيل لجنة فنية تبرر هذا الاستهتار والإهمال والعبث بأرواح الناس، والحكومة مسؤولة عن رعيتها!!

ويكفي.. ويكفي حرب وموت على الأرض، وهل بقيَ لنا إلّا أن تساهم وزارة النقل و "اليمنية" بموت المئات من البشر جوًا ، بسبب إمبراطورية قياداتها وإداراتها العقيمة.


* رئيس مكتب عدن الإقليمي لمنظمة التحالف الدولي للدفاع عن الحقوق والحريات AIDL الفرنسية.