تساءل تقرير لصحيفة "المونيتور" البريطانية، ما إذا كانت الضربات الإسرائيلية في اليمن بمثابة تجربة لهجوم كبير على إيران.
وقالت الصحيفة، إنه "في حين يعتبر بعض المحللين الهجوم واسع النطاق على المواقع اليمنية بمثابة اختبار لضرب المنشآت النووية الإيرانية، لكن آخرين ينظرون الآن إلى زعزعة استقرار المرشد الأعلى باعتباره النهج الأفضل".
وأضافت: "على الرغم من أن التخطيط للعملية الإسرائيلية واسعة النطاق الأخيرة ضد أهداف في اليمن استغرق أسابيع، لكنها لا تشير إلى قيام القادة الإسرائيليين بتهميش ما يعتبرونه أكبر تهديد لإسرائيل وهو إيران".
وبحسب الصحيفة، هذا الهجوم الإسرائيلي هو الثالث خلال الأشهر الستة الماضية ضد اليمن رداً على نحو 400 صاروخ وطائرة مسيرة تتهم إسرائيل الحوثيين بإطلاقها عليها.
وتابعت: "أسقط الطيارون نحو 60 قنبلة على محطات توليد الكهرباء ومستودعات الوقود، وضربت العاصمة اليمنية صنعاء للمرة الأولى، بالإضافة إلى ميناءي الحديدة ورأس عيسى على البحر الأحمر. وتسبب الهجوم في انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع في جميع أنحاء البلاد".
ورأت الصحيفة، أنه "في حين تعتبر إسرائيل الطائرات المسيرة والصواريخ الحوثية، التي تم اعتراض معظمها، بمثابة هجمات مزعجة أو مضايقة على هامش الساحة الرئيسية، إيران، لكن البعض في إسرائيل يعتبرون الضربات الانتقامية الثلاث على اليمن بمثابة مشروع تجريبي استعداداً لهجوم محتمل على إيران التي تقع على مسافة متساوية".
وقال مصدر دبلوماسي إسرائيلي رفيع للصحيفة: "الإيرانيون مسؤولون عن نشاط الحوثيين وأيضاً عن فرضهم حصاراً بحرياً على إسرائيل والإضرار بالتجارة عبر البحر الأحمر".
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "لا يوجد سبب يمنع إيران من التعرض لضربات من إسرائيل؛ لقد انتهى العصر الذي خنقت فيه إيران إسرائيل من خلال وكلاء، واقتصرت إسرائيل على ردودها على هؤلاء الوكلاء".
وعلى مدى ربع القرن الماضي، ناقش السياسيون والخبراء الإسرائيليون أفضل السبل لمواجهة طموحات إيران في الهيمنة النووية والإقليمية.
وفي حين دعا كثيرون إلى توجيه ضربات عسكرية، زعم آخرون أن الإطاحة بنظام المرشد من شأنه أن يحقق التأثير نفسه المتمثل في عرقلة المشروع النووي للبلاد.
وأشارت الصحيفة، إلى أن "إسرائيل استثمرت موارد هائلة وطاقة وإبداعاً في محاولة لإحباط البرنامج النووي الإيراني؛ وقد نجحت إلى حد ما من منع طهران، رغم أنها على العتبة النووية، من أن تكون قوة نووية".
وأردفت أن "إسرائيل تُعلق آمالاً كبيرة على الحصول على مساعدة من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لكبح جماح طهران نهائياً من خلال ضغوط واشنطن وتشديد العقوبات أو حتى من خلال السماح لإسرائيل بتوجيه ضربة قاصمة لطهران".