آخر تحديث :الأحد - 22 ديسمبر 2024 - 12:55 م

كتابات واقلام


رسالة إلى الدكتور أحمد عوض بن مبارك

السبت - 17 فبراير 2024 - الساعة 08:20 م

سالم الفراص
بقلم: سالم الفراص - ارشيف الكاتب


الأخ الدكتور أحمد عوض بن مبارك لا أخفيك سراً إذا ما قلت أنك وقبل أن يتم ترفيعك إلى منصب رئيس الوزراء، وانطلاقاً من منصبك حينها كوزير للخارجية قد استطعت أن تختطف الأضواء مجتذباً الشارع اليمني عموماً والجنوبي خصوصاً إلى صفك، وأنت تضع أمام الحكومة ورئيسها المبعد (معين..) ملف فضائح الدبلوماسيين اليمنيين في الخارج الذين تجاوز ترشيحهم وتكديسهم في قوائم السفارات حد المعقول وبعيداً عن أي حاجة لهم ودونما كفاءة تذكر لديهم، وقد أوضحت حينها أن هذا الطابور الذي جرى ويجري فرضه على وزارة الخارجية عن طريق القرابة والصداقة والمجاملة والجهوية ، مطالباً رئيس مجلس الوزراء (معين..) بسرعة التدخل لوقف هذه المهزلة والعبث الذي لم يلحق الضرر بسمعة وكفاءة ودور ونشاط وزارة الخارجية وحسب بل أصبح ماخوراً لاستنزاف خزينة الدولة وقروضها وبالدولار الأمريكي كمرتبات لهذا الطابور العالة من الموظفين الذين فرضوا بالعافية لشغر وظائف (دبلوماسية)!!

كما لا أخفيك سراً أيضاً أنه فيما كنت يومها محط اهتمام وتعاطف واحترام الشارع اليمني الذي كان وما زال يعيش بؤس تدني دخله وتراجعه المستمر وإلحاقه بقوائم الأمم المتحدة كشعب برمته تحت خط الفقر مواجهاً الأمراض والجوع والنفوق وعدم الاستقرار والتشرد والضياع، كان هذا الشارع قد راح يكابد حالة من الذعر والغبن والفجيعة عندما لم يتم التعاطي بمسؤولية مع ملف الدبلوماسيين والإصرار على تغييبه والحاقة بالملفات الفضائحية الأخرى كملف الوزراء والوكلاء ومدراء العموم الذين يعيشون في خارج الوطن واستلام رواتبهم بالعملات الصعبة بالرغم من إصرارهم على عدم العودة إلى داخل الوطن.

ومثله ملف مجلس النواب الذي يرعى أعضائهم مصالحهم خارج الوطن غير آبهين بمصالح الوطن مع استلام كافة مستحقاتهم بالعملة الصعبة!!!

وملفات شبيهة أخرى لا يتسع المجال لذكرها هنا. لا بل ربما لأننا لا نريد أن نفسد فرحتنا بما أصبحت عليه من منصب اليوم كـ (رئيس وزراء) بيدك كل الصلاحيات التي تمكنك من معالجة الملف الذي حملته عن الدبلوماسيين الذي ما زالت أوزاره المؤرقة قائمة. تنتظر دورك. فملف الدبلوماسيين بكل مهازله اليوم أصبح موجه منك لك ولا يبقى إلا قول كلمتك المسؤولة فيه ووفق الرؤية التي حملتها والصدق الذي ظهرت عليه قبل توليك منصب رئيس الوزراء.

فبيدك اليوم أن تعيد إلى الشارع ثقته بنفسه وثقته بما وعدتم وتحمستم لتغييره وإصلاحه، والذي تستطيع أن تجعل حل وإصلاح ملف الدبلوماسيين أول الطريق لإصلاح كل الملفات الأخرى الهامة العالقة.