آخر تحديث :الأحد - 22 ديسمبر 2024 - 12:55 م

كتابات واقلام


لشو لحج باتت بعيدة ... ؟!!

الثلاثاء - 04 يونيو 2024 - الساعة 10:21 م

سالم الفراص
بقلم: سالم الفراص - ارشيف الكاتب


لو أنت في عدن ولك حاجة في لحج أنصحك أن توطن نفسك على تحمل المصاعب الشداد، وأن تلغي من ذاكرتك كل شيء علق فيها من زمان بكل ما يتصل بها من طريق وبشر وفراغات وسكينة وحب ورغبة في ارتياد الطريق وصولا إلى لحج الخضيرة.
وذلك حتى لا تعتريك مظاهر الوجع والتشنج، أو تصاب بصدمة نفسية نهايتها مصحة المجانين.

وأنصحك أن تبحث لك عن صديق قديم من أبناء لحج وإذا بلغك أنه مات وفارق الحياة الدنيا للأسباب ذاتها ابحث عن أحد أحفاده أو أقاربه، وترجاهم أن ينجزوا لك حاجتك وأنت بعيد.

أقول هذا عسى الله أن يجعل قولي هذا في ميزان حسناتي كوني أحب أن أجنبك نكد وضيق الطريق من عدن إلى لحج، وتحديداً من جولة القاهرة في الشيخ عثمان حتى الحوطة.. فبعد أن تخرج من فوضى وبلطجة السير في جولة القاهرة تصدمك جولة الكراع التي تقودك إلى طريق كل أطرافه ومداخله مغلقة بأكوام التراب وصندقات نقاط التفتيش، طرق واسعة مغلقة تدفعك إلى ما تبقى منها مفتوحا بقوة ومخاطرة تصيبك بالرعب والضيق، وهكذا تبدأ رحلتك مع طريق مثقل بالمطبات والحفر والمستنقعات وأكوام الإطارات والأتربة، وكلما تعمقت فيه تصدمك مزيد من الحواجز الترابية والممرات المعجزة التي يواصل الوقوف على مداخلها نقاط تنظر اليك لا تدري لماذا ومن أجل ماذا.

وإذا وصلت إلى الحوطة تتخطفك طوابير الدراجات النارية والسيارات المركونة في كل اتجاه، تصادر من حولك الهواء والرؤية والقدرة على التفكير. وقد تولى مغادرا الحوطة عائدا إلى عدن قبل أن تحقق مرادك وتقضي حاجتك، مردداً أغلظ الإيمان بأن لا تعود لمثل رحلة كهذه مجددا.
وإياك إياك إذا اختليت بنفسك أن تثقل عليها وتعرضها لمخاطر الاكتئاب والبؤس باستحضارك ايام ولت كنت إذا نويت الخروج إلى لحج يداخلك السكون والفرح استعدادا لرحلة العمر تتمنى أن تطول لما فيها من رؤية للخضرة وأكوام الفل والكاذي ومشاقر المحبين حاملا داخل حقيبتك وبجانب أغراضك الأخرى اشرطة لفيصل علوي وأبو علي المرشدي وابوبكر وأحمد قاسم والعزاني وعطروش لتزيد روحك بهجة وسرورا في ذهابك إلى لحج وعودتك منها، عاقدا العزم على العودة في أقرب فرصة اليها.