آخر تحديث :الخميس - 14 نوفمبر 2024 - 07:15 م

كتابات


تطبيع العلاقات: الحقيقة المرة وراء الحروب العربية الإسرائيلية

الإثنين - 11 نوفمبر 2024 - 03:02 م بتوقيت عدن

تطبيع العلاقات: الحقيقة المرة وراء الحروب العربية الإسرائيلية

كتب / عبدالقادر باسويد


في الساحة العربية، تبرز تساؤلات عميقة حول مفهوم الحرب والسلام، وعلاقة الدول العربية مع إسرائيل. تحمل هذه النقاشات دلالات سياسية وثقافية تستحق الوقوف عندها.


على مر العقود، عانت الدول العربية من حروب مع الكيان الإسرائيلي، لكن ما قد يغفل عنه كثيرون هو أن معظم هذه الحروب كانت تُعتبر “حروب تطبيع” بالدرجة الأولى. يُشير الكثير من المحللين إلى أن توماس كيسنجر، المستشار الأمريكي السابق، صرح بأن أي تطبيع يجب أن يمر عبر حروب شكلية، حيث تُظهِر هذه الحروب انتصارات معنوية للعرب على إسرائيل، مما يسهل قبول التطبيع كأحد ثمار هذه الانتصارات.


ففي ظل الأوضاع الحالية، يُمكن القول إن مناهضة التطبيع، رغم أهميتها الظاهرة، تصبح في كثير من الأحيان مجرد “لعب عيال”. إذ أن الأنظمة السياسية في معظم الدول العربية تم تشكيلها بإيحاء وتأثير من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل. وبالتالي، تظهر المطالبات بمقاطعة التطبيع وكأنها ذر للرماد في العيون، بينما تظل الوقائع السياسية تغذي هذا التطبيع عبر صفقات سرية وتفاهمات غير معلنة.


نجد أنفسنا في مرحلة تتطلب من الجميع مراجعة مواقفهم وأفكارهم. إن إدراكنا لتاريخنا، وتحديدًا لعلاقتنا مع الكيان الإسرائيلي، قد يجعلنا نشعر بالخجل من بعض الأجزاء أو المراحل. اختبار تلك الأفكار والتوجهات يعد عملية ضرورية للتقدم، خصوصًا بعد الثورات العربية التي شكلت مفاصلاً مهمة في الوعي السياسي للشعوب.


في ختام هذا التقرير، نوجه دعاءنا بالنصر لإخواننا في غزة، مع تأكيدنا على صبر الشعب الفلسطيني في مواجهة الظلم والخيانة، وندعو إلى تعزيز الوعي العربي بضرورة الوحدة والمقاومة أمام كافة الضغوطات السياسية. إن الوقوف بجانب المقاومة هو الخيار الوحيد في مواجهة الطغاة والمجرمين.